قال خبراء لصحيفة “ذا ناشيونال” الناطقة بالإنجليزية: إنه من المرجح أن يؤدي تهديد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، لدول مجموعة البريكس، بفرض رسوم جمركية، بنسبة 100%، إذا تجنبت استخدام الدولار الأمريكي، إلى زيادة الطلب على عملة احتياطية بديلة- وفقًا للخبراء.
ترامب يهدد البريكس
وحذر ترامب البريكس من الاتجاه نحو إنشاء عُملة جديدة، قائلا في منشور عبر حسابه الرسمي بموع التواصل الاجتماعي Truth Social: "انتهت فكرة أن دول البريكس تحاول الابتعاد عن الدولار، بينما نقف مكتوفي الأيدي ونراقب".
وأضاف:: "نطلب التزامًا من هذه الدول بأنها لن تخلق عملة جديدة لمجموعة البريكس، ولا تدعم أي عملة أخرى؛ لتحل محل الدولار الأمريكي العظيم، وإلا فإنها ستواجه رسومًا جمركية، بنسبة 100%، ويجب أن تتوقع وداعًا للبيع في الاقتصاد الأمريكي الرائع".
وقال درو تانا، رئيس قسم الامتثال في فيليب كابيتال، وهي مؤسسة مالية متكاملة مقرها مركز دبي المالي العالمي: إن فرض الرسوم الجمركية على دول البريكس؛ لملاحقة إزالة الدولرة، قد يؤدي إلى تسريع جهود تلك الدول لإنشاء أنظمة مالية بديلة، وتقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي، وإضعاف هيمنته العالمية مع تعزيز العلاقات الاقتصادية الوثيقة بين دول البريكس.
وأضاف: "قد يؤدي ذلك أيضًا إلى تصعيد التوترات التجارية، وتعطيل سلاسل التوريد العالمية، ورفع أسعار المُستهلك في الولايات المتحدة، وإلحاق الضرر بالمصدرين الأمريكيين من خلال التدابير الانتقامية".
ويقول حسنين مالك، رئيس استراتيجية الاستثمار في الأسواق الناشئة والحدودية، في شركة الأبحاث والبيانات المستقلة، التي تتخذ من دبي مقرا لها: "تبدو تهديدات التعريفات الجمركية بالفعل محورية للسياسات التجارية والخارجية لإدارة ترامب القادمة"، مضيفًا: “أن تسليح التجارة مع الولايات المتحدة، واستخدام الدولار الأمريكي من المرجح أن يزيد فقط من الطلب من الدول الأخرى، على عملة احتياطية وتجارية مهيمنة بديلة”.
ويوضح مالك أن الدول التي تواجه صعوبات في استبدال الدولار كعملة احتياطية، في ظل التسعير المتدني، ودعم النظام القانوني الذي تم اختباره، سوف تكافح من أجل استبدال الدولار كعملة احتياطية في أي حال، مع أو بدون تهديدات ترامب.
وقال شيجيتو كوندو، الباحث البارز في مركز المعهد الياباني لاقتصادات الشرق الأوسط، التابع لمعهد اقتصاديات الطاقة في اليابان، إن التهديد برفع التعريفات الجمركية هو تكتيك؛ للضغط على دول البريكس، وبما أنه ليس من الواقعي لدول البريكس إنشاء عملة مشتركة ذات جوهر، فإن احتمال تنفيذ مثل هذا التهديد منخفض أيضًا.
ويقول كوندو: "في الولايات المتحدة، هناك دعوة من الحزبين؛ لاتخاذ موقف صارم ضد الصين، كما تم ترشيح العديد من المتشددين؛ للانضمام إلى إدارة ترامب القادمة، والولايات المتحدة مستعدة؛ لاتخاذ تدابير مضادة ضد أي تحركات تقودها الصين، والتي قد تهدد هيمنة الولايات المتحدة، حتى لو كان من غير المرجح أن تتحقق".
توسيع البريكس يهدد الدولار
هذا فيما قالت مجلة “نيوزويك” الأمريكية في تقرير لها: إن توسيع العضوية في منظمة البريكس سيكون بمثابة الخطوة الأولى، نحو انفصال اقتصادي كبير عن الغرب من خلال التحول إلى عملة مشتركة تسمى الوحدة، والتي سيتم دعمها بنسبة 40 في المائة بالذهب، و60 في المائة بالعملات المحلية لأعضاء مجموعة البريكس.
وتابعت أن إدراج إيران في خطة توسيع المنظمة، من شأنه أن يشير إلى خطوة أخرى في التعاون المتنامي بين طهران وموسكو وبكين، والذي زاد في السنوات التي أعقبت غزو روسيا لأوكرانيا، الذي بدأ في فبراير 2022، حيث دعمت الصين روسيا في البداية، بالموافقة على شراء حوالي 100 مليون طن من الفحم من موسكو قبل بدء الغزو مباشرة، كما اشترت الصين المزيد من النفط الإيراني - وهما خطوتان تعوضان عن تأثير العقوبات الأمريكية على حلفاء بكين.
وقال فيودور لوكيانوف، رئيس مجلس السياسة الخارجية والدفاعية (روسيا) في مجلس العلاقات الخارجية: إن تهديد ترامب ضد أعضاء مجموعة البريكس، قد يثبت فعاليته إذا لم تعتبر جميع الدول الأعضاء مشاركتها في الكتلة أولوية، محذرًا من أن الحركة العامة، نحو تنويع النظام العالمي، والابتعاد عن هيمنة أي مجموعة سوف تستمر، وسوف تلعب مجموعة البريكس دورًا متزايدًا في هذا.
0 تعليق