عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم نحو استراتيجية جديدة.. «تحالف الخصوم» يربك خطط الحرب الأمريكية - سعودي فايف
اعتبرت مجلة «فورين بوليسي» الأمريكية إن تدخل القوى الآسيوية في أوروبا دمر عقودًا من التخطيط الاستراتيجي للولايات المتحدة.
وقالت المجلة في تحليل لها إن العالم شهد في نوفمبر/تشرين الثاني، حدثين غير مسبوقين غيّرا المشهد الجيوسياسي العالمي. فللمرة الأولى، شاركت قوات كورية شمالية في ساحة المعركة في الحرب الروسية-الأوكرانية.
وبعد ذلك بوقت قصير، احتجزت البحرية الدنماركية سفينة شحن تحمل العلم الصيني، للاشتباه في قيامها بقطع كابلات بيانات تحت البحر في بحر البلطيق.
هذه الأحداث أشارت إلى تحول جذري في البيئة الاستراتيجية العالمية، حيث أصبح «خصوم الولايات المتحدة» أكثر استعدادًا لدعم بعضهم عسكريًا حتى في مناطق بعيدة عنهم، وفق التحليل.
ويعكس هذا التحالف المتنامي واقعًا جديدًا: العلاقات العسكرية بين الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية تزداد عمقًا، مما يتطلب إعادة تقييم الولايات المتحدة وحلفائها لطريقة التفكير في أمنهم القومي.
تحالف الخصوم: تحول نوعي
لم تكن هذه التحركات مفاجئة تمامًا؛ فقد أرسلت كوريا الشمالية ملايين القذائف، وزودت روسيا إيران بآلاف الطائرات المسيّرة لاستخدامها في أوكرانيا. كما قدمت الصين دعمًا اقتصاديًا ساهم في تعزيز الجهود الروسية في الحرب.
وأعلنت الصين وروسيا صداقتهما "غير المحدودة" في فبراير/شباط 2022، قبل أيام من بدء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
علاوة على ذلك، وقّعت روسيا وكوريا الشمالية اتفاقية دفاع مشترك، فيما تعمل روسيا وإيران على اتفاقية شاملة تشمل التعاون الدفاعي. لكن الانتقال من توقيع الاتفاقيات إلى المشاركة المباشرة في الحروب الحالية في أوروبا يُظهر مستوى جديدًا من التعاون بين هذه الدول.
تحديات استراتيجية للولايات المتحدة
ومنذ الحرب العالمية الثانية، اعتمدت الاستراتيجية العسكرية الأمريكية على الاستعداد لخوض حربين متزامنتين.
ومع انتهاء الحرب الباردة، احتفظت الولايات المتحدة بهذا الهيكل العسكري لمواجهة احتمالية نشوب حروب متزامنة ضد خصوم مثل العراق وكوريا الشمالية.
لكن مع تنامي القوة العسكرية للصين، أدرك المخططون الأمريكيون أن مواجهة قوتين عظيمتين في وقت واحد أصبحت أمرًا غير واقعي.
وإدراكًا لهذه الحقيقة، خفّضت الولايات المتحدة طموحاتها العسكرية، واعتمدت في السنوات الأخيرة على استراتيجية "حرب واحدة في وقت واحد"، مع التركيز على ردع الخصوم في مناطق أخرى دون انخراط مباشر كبير.
كما تشير مشاركة كوريا الشمالية الميدانية إلى أن الصراعات مع أحد الخصوم قد لا تبقى محصورة في منطقة واحدة. كما تبرز محدودية قدرة الولايات المتحدة على ردع خصم من الانضمام إلى آخر في صراع عالمي.
ومع تقارب خصوم الولايات المتحدة، تزيد احتمالية توسع الصراعات الإقليمية إلى مسارح أخرى، مما يجعل الافتراضات الاستراتيجية الأمريكية الحالية عتيقة وغير واقعية.
استراتيجية الحل
لم تنجح محاولات الإدارات السابقة في كسر هذا التحالف المتنامي. سواء عبر مبادرات التقارب مع إيران في عهدي أوباما وبايدن، أو المحاولات للتقارب مع كوريا الشمالية في عهد ترامب، أو حتى السعي لتحسين العلاقات مع روسيا خلال عدة إدارات. ذلك لأن هذه الدول ترى أن الحفاظ على تحالفها يصب في مصلحتها الاستراتيجية.
وفي مواجهة هذا الواقع، يتعين على الولايات المتحدة مراجعة استراتيجيتها لتشمل استعدادًا لمواجهة خصوم متعددين في مسارح متعددة.
وقد أوصت لجنة استراتيجية الدفاع الوطني بتطوير هيكل عسكري قادر على التعامل مع التحديات المتزامنة في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، وأوروبا، والشرق الأوسط.
لكن مواجهة تحالف يضم الصين وروسيا وإيران وكوريا الشمالية يتطلب جيشًا أكبر وإنفاقًا دفاعيًا أكبر. ورغم أن ذلك قد يكون صعبًا سياسيًا، فإن الولايات المتحدة تنفق حاليًا نصف ما كانت تنفقه على الدفاع كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي خلال الحرب الباردة.
كما أن الولايات المتحدة لن تتمكن من مواجهة هذه التحديات بمفردها. وستحتاج إلى الاعتماد على حلفائها وشركائها العالميين، بشرط أن يكونوا مساهمين في الأمن العالمي وليسوا مستهلكين فقط.
ومع اقتراب دخول إدارة جديدة واستراتيجيات محدثة، يتعين على الولايات المتحدة إدراك أهمية المناطق المختلفة في العالم وأخذ تهديدات "محور الخصوم" على محمل الجد، وأن الوقت قد حان للتخطيط لمستقبل مليء بالتحديات الأمنية المعقدة.
aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
0 تعليق