عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم ديمقراطيو أمريكا يواجهون شبح الثمانينيات.. في انتظار كلينتون جديد - سعودي فايف
ترك فوز الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب الساحق، الديمقراطيين في حالة فوضى لكن أي محاولة لإعادة البناء تتطلب معرفة سبب الهزيمة.
وعلى مدار السنوات الماضية كان السؤال الذي يتردد دائما ما هو مستقبل الحزب الجمهوري لكن الناخبين قدموا الإجابة يوم الثلاثاء الماضي فمستقبل الحزب وحاضره هو الرئيس المنتخب دونالد ترامب وبالتالي أصبح السؤال الآن ما هو مستقبل الحزب الديمقراطي؟
لم يستطع العديد من الديمقراطيين أن يتخيلوا احتمال فوز ترامب في المجمع الانتخابي ولا بالتصويت الشعبي لذا فيتعين عليهم الآن بحث أسباب الهزيمة وفقا لما ذكرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن الحزب الحاكم واجه بيئة صعبة حيث كانت نسبة تأييد الرئيس جو بايدن في يوم الانتخابات إيجابية بنسبة 40% وسلبية بنسبة 59% وفقًا لاستطلاعات الرأي عند الخروج من اللجان والتي كشفت عن نسبة تأييد منخفضة جدا وهو ما أثقل كاهل نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.
وفي يوم الانتخابات، قال 68% من الناخبين إن الاقتصاد إما "ليس جيدًا" أو "ضعيفًا"، وفقًا لاستطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع.
كما قال 46% إن الأوضاع المالية لأسرهم اليوم أسوأ مما كانت عليه قبل 4 سنوات بينما قال 24% فقط إنها أفضل في حين ذكر 75% من الناخبين أن التضخم تسبب في صعوبات متوسطة أو شديدة لهم أو لأسرهم.
بشكل عام، كان الناخبون في مزاج سيئ ووفقا لاستطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع، قال 73% إنهم إما غير راضين أو غاضبين وهو ما يعني أن الناخبين كانوا يطالبون بالتغيير.
ومن بين 28% من الناخبين الذين قالوا إن العثور على المرشح الذي يمكنه إحداث التغيير المطلوب كان أولويتهم، فاز ترامب بهم بنحو 3 إلى 1 وبالتالي ليس أمرا غريبا أن يطرد الناخبون الحزب الديمقراطي من البيت الأبيض ومن مجلس الشيوخ.
وبعد عامين من الآن عندما يتم إجراء انتخابات التجديد النصفي فإذا فشل ترامب في الوفاء بالوعود العريضة لحملته، وإذا تعثر الاقتصاد، وإذا أثبت الحزب الجمهوري في الكونغرس أنه غير قادر على الحكم بشكل فعال، فقد يعتقد الديمقراطيون أنهم في طريقهم حقًا إلى الازدهار وبالتالي قد يحققون فوزا في 2026.
وبصرف النظر عن المناخ الذي أثقل كاهل هاريس، سلطت الانتخابات الضوء على التحديات التي يتعين على الديمقراطيين مواجهتها لاستعادة السلطة.
لقد حصل ترامب على دعم الناخبين الذين لا يحملون شهادات جامعية بهامش 14 نقطة مئوية، وهو أكبر عدد لأي جمهوري منذ عام 1984 وهو العام الذي فاز فيه رونالد ريغان بأصوات هذه الكتلة بفارق 19 نقطة مئوية ليحقق فوزا ساحقا بنسبة 59% من الأصوات الشعبية وفاز بـ49 ولاية.
وتمكن ترامب من جذب هؤلاء الناخبين من الطبقة العاملة على الرغم من أن نسبة تصويته الشعبي تبلغ حاليًا حوالي 51%.
يظل المكون الرئيسي لجماهيرية ترامب من البيض لكن قاعدته اتسعت بسبب التحول في الدعم بين اللاتينيين، وخاصة الرجال فعلى الصعيد الوطني، حصل ترامب على دعم الرجال اللاتينيين بنسبة 54% بزيادة 19 نقطة مئوية عن عام 2020.
وفي تكساس وفلوريدا، فاز بأصوات الرجال اللاتينيين بنسبة 64% من الأصوات ولا يمكن للديمقراطيين تجاهل هذا الانحدار بين اللاتينيين ولا بين الطبقة العاملة بشكل عام.
والأحزاب السياسية ليست مؤسسات ثابتة لكنها عضوية وقادرة على التكيف والاستجابة للانتكاسات وهو ما يحتاج من الديمقراطيين أن يتجنبوا لعبة اللوم داخليًا أو البحث عن كبش فداء أو انتقاد أولئك الذين صوتوا في الاتجاه الآخر حيث يتطلب الأمر تحليلًا رصينًا ونظرة سليمة إلى الوراء بالإضافة إلى زعيم قادر على قيادة حملة ناجحة.
عادة ما يكون المرشحون الرئاسيون الأكثر فعالية هم القادرين على إعادة تعريف حزبهم مثلما فعل ترامب وباراك أوباما في وقت سابق وهو ما عجزت عنه هاريس التي دخلت السباق متأخرة ولم تقدم هوية مستقلة.
والواقع أن الديمقراطيين واجهوا مثل هذه اللحظات من قبل عندما حقق الجمهوريون 3 انتصارات رئاسية ضخمة في أعوام 1980 و1984 و1988.
وبحلول عام 1992 فاز الديمقراطي بيل كلينتون الذي تمكن بعد 4 سنوات من الحصول على أصوات الناخبين الذين لم يحصلوا على تعليم جامعي بنسبة 14 نقطة مئوية الأمر الذي مثل انقلاباً كاملاً تقريباً لقوة ريغان قبل 12 عاماً.
كان كلينتون جزءاً من جهد أكبر لتقييم مشاكل الحزب الديمقراطي، مع إجراء بحث معمق من قِبَل خبير استطلاعات الرأي ستانلي جرينبيرج حول سبب انشقاق الناخبين من الطبقة العاملة في مقاطعة ماكومب بولاية ميشيغان، ومع إجراء قدر كبير من التفكير من خلال مجموعة وسطية تُعرف باسم مجلس القيادة الديمقراطية.
وكان على كلينتون تلخيص الأمر في حزمة إجراءات للتقليل من أهمية نقاط الضعف الأكثر أهمية في الحزب، وإيجاد سياسات وأفكار جديدة مصممة لتغيير صورة الحزب بطرق من شأنها أن تعيد الناخبين إلى الحزب.
وقد تكون خسائر الديمقراطيين الثلاثاء الماضي أقل من ثمانينيات القرن الماضي لكن ذلك لا يعني أن مشكلات الحزب ليست حادة ففي الوقت الذي لا يوجد فيه سوى عدد قليل من الولايات المتأرجحة فإن الفوز بالناخبين من الطبقة العاملة سواء البيض أو اللاتينيين هو أمر بالغ الأهمية كما يتعين على الديمقراطيين تنشيط الناخبين من أصول أفريقية في المدن وأيضا الناخبين في الضواحي.
ويتصارع الديمقراطيون حاليا ما بين أفكار الجناح اليساري التقدمي الذي يريد برنامجا اقتصاديا أكثر قوة وشعبوية وبين الداعين للتمسك أكثر بسياسات يسار الوسط الذين يرون أن الناخبين حكموا على هاريس بأنها يسارية للغاية.
واستغل ترامب وحملته قضية الهجرة في حين قلل الديمقراطيون من المخاوف الأوسع للناخبين بشأن زيادة المهاجرين غير المسجلين القادمين إلى البلاد كما استغلت حملة ترامب تبني الديمقراطيين لسياسات الهوية وبشكل خاص لحقوق المتحولين جنسياً.
إن صياغة كلينتون للديمقراطيين الجدد أصبحت شيئًا من الماضي وما نجح في ذلك الوقت ليس وصفة لما سينجح الآن لأن البلاد تغيرت وكذلك الحزب الديمقراطي ويجب أن يبدأ الديمقراطيون الآن في التأمل الذاتي.
وعادة ما تبحث الأحزاب في هذه اللحظة عن الحل السهل مثل رسالة جديدة أو قيادة كاريزمية وهو أمر ضروري لكنه غير كاف لأن مشكلات الديمقراطيين معقدة وتتطلب سنوات من العمل.
والخطوة الأولى الآن هي فهم سبب تصويت الناخبين لترامب والبناء على ذلك حينها يمكنهم البدء في استعادة ثقة الأمريكيين.
aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
0 تعليق