أصبح من المتوقع أن ينطلق أول إنتاج غاز في قبرص خلال أعوام قليلة، بعد عدة تأخيرات في تطوير الاكتشافات التي حقّقتها كبرى شركات الطاقة في البلاد.
ووفق تحديثات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)، ستؤدي مصر دورًا محوريًا في دخول أول اكتشاف غاز حيز الإنتاج في قبرص بحلول عام 2027، نظرًا إلى توافر البنية التحتية اللازمة.
وكشف وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، عن أن استخراج الغاز الطبيعي من حقل كرونوس سيجري من خلال البنية التحتية لحقل ظهر المصري.
كما سيُربط حقل أفروديت بخط أنابيب قصير إلى مصر للاستهلاك المحلي أو الإسالة.
تطوير حقل كرونوس للغاز
وفق بيانات النفط والغاز العالمية لدى منصة الطاقة المتخصصة، حقّقت قبرص 5 اكتشافات غاز بحرية كبيرة منذ عام 2011، باحتياطيات تصل إلى 15 تريليون قدم مكعّبة، وهي كاليبسو وكرونوس ودياس في المربع 6، وغلافكوس في المربع 10، وأفروديت في المربع 12.
وقال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، إنه من المقرر أن تتسلم الوزارة خطة التطوير والإنتاج المتعلقة بحقل كرونوس، التي وعدت شركة إيني الإيطالية بتسليمها في نوفمبر/تشرين الثاني- ديسمبر/كانون الأول.
ومن المتوقع أن تتكوّن الخطة من مرحلتين: المسار السريع الذي يمثّل المرحلة الأولى، والمرحلة الأخرى التي ستستخرج المزيد من الغاز من البئر، عبر البنية التحتية لحقل ظهر في مصر.
وأشار الوزير إلى أن هناك مناقشات جارية بين شركتي إيني وتوتال إنرجي، بشأن استخراج الغاز من حقل كرونوس -الذي تُقدر احتياطياته بـ2.5 تريليون قدم مكعّبة- من خلال البنية التحتية لحقل ظهر.
وشدّد على أن هذه هي خطة إيني التي قُبلت شفهيًا من قبل الحكومة القبرصية، مؤكدًا أنه ليس هناك خلاف بين الشركتين في الوقت الحالي.
وقال: "هذا الربط بحقل ظهر مقبول.. إذا كان هذا ما سيقدمونه في خطة تطوير المشروع، فسيكون ذلك جيدًا بالنسبة إلينا.. وسيكون ذلك مرتبطًا بمرافق ظهر، ومتصلًا بمحطة تصدير الغاز المسال في دمياط بقدرة 5.5 مليون طن سنويًا".
وأضاف أن قبرص كانت تفضل وجود وحدة إنتاج عائمة لتحقيق معدل استرداد أعلى؛ "لكننا ما زلنا نتفهم أن المسار سريع أيضًا، ما يعني أن إنتاج أول غاز دون وحدة إنتاج عائمة، سيكون في عام 2027".
وقال الوزير إن هدف إيني هو الحصول على أول غاز في الأشهر الـ6 الأولى من عام 2027؛ موضحًا أنه سيجري تجديد ترخيص المربع 6، حال انتهائه.
تطوير حقل أفروديت للغاز
وحول حقل أفروديت، أول اكتشاف على الإطلاق لقبرص في عام 2011، أوضح وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو أنه جرى منح شركة شيفرون الأميركية -بصفتها المشغل- تمديدًا حتى منتصف يناير/كانون الثاني 2025؛ إذ قدمت الشركة خطة أولية منقحة لم تكتمل بعد، لكنها تسير في الاتجاه الصحيح.
وقال: "الاتجاه الصحيح بالنسبة إلينا هو ما جرى الاتفاق عليه في الماضي، في عام 2019، الذي يتضمن وحدة إنتاج عائمة، وخط أنابيب قصير إلى مصر للاستهلاك المحلي أو الإسالة".
وتوقع الوزير القبرصي أن يبدأ أول إنتاج غاز من حقل أفروديت في عام 2030؛ اعتمادًا على خطة تطوير المشروع النهائية، بما في ذلك أعمال الهندسة والتصميم الأولي وقرار الاستثمار النهائي.
ما يعني أن كرونوس -الذي اُكتشف في عام 2022- سيكون أول اكتشاف يدخل حيز الإنتاج، بسبب وجود البنية الأساسية التي تبعد بضعة كيلومترات فقط.
وبافتراض أن أول إنتاج غاز سيكون في عام 2027، قال وزير الطاقة القبرصي إنه لن يكون هناك أي اتصال مباشر بقبرص، ولكن سيكون هناك اتصال غير مباشر.
وأوضح: "عندما يكون هناك بعض الغاز، ستجري إسالته وإعادته إلى قبرص.. بمجرد أن نمتلك المرافق -وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة والمرافق العاملة، وهو ما سيحدث في وقت ما في نهاية عام 2025، أو بداية عام 2026- يمكننا الحصول على بعض المنتجات العينية، وإسالتها وإعادتها لإعادة التغويز".
وأضاف باباناستاسيو: "بُنيت وحدة التخزين وإعادة التغويز العائمة بالفعل.. ونأمل أن نتسلمها في غضون الأيام القليلة المقبلة؛ وكان هناك اتفاق بين المقاول والشركة العامة للغاز الطبيعي، وستبحر من شنغهاي في الأيام القليلة المقبلة".
أما اكتشاف غلافكوس الذي اُكتشف في عام 2019، وتبلغ احتياطياته 5 تريليونات إلى 8 تريليونات قدم مكعّبة، فستحفر شركة إكسون موبيل -بصفتها المشغل- المزيد من الحقول في منطقة المربع 10 والمربع 5، وبناءً على أي اكتشافات جديدة، ستقرر الشركة كيفية تسويقها.
ويعتقد باباناستاسيو أن حقل غلافكوس بحد ذاته اكتشاف يمكن تسويقه تجاريًا، وقد طُورت اكتشافات وكميات أصغر بكثير في العالم؛ ولكن الأمر يعتمد على رغبة المشغل، وفق تصريحاته إلى منصة "آرغوس ميديا" (Argus Media).
جولة تراخيص للتنقيب عن الغاز في قبرص
في سياقٍ متصل، قال وزير الطاقة القبرصي جورج باباناستاسيو، إن بلاده تدرس جولة جديدة من التراخيص لاستكشاف الغاز الطبيعي في البحر المتوسط، مع استمرار الطلب القوي على الرغم من مساعي التحول بعيدًا عن الوقود الأحفوري.
وعندما سُئل عن إمكان جولة جديدة من التراخيص، قال وزير الطاقة: "نحن في صدد تقييم الاهتمام المحتمل.. بعد رؤية بعض الاهتمام قد نقرر إطلاق جولة أخرى من التراخيص".
وقال باباناستاسيو إن قبرص لديها 13 منطقة بحرية، 10 منها مرخصة لشركات طاقة كبرى، بما في ذلك إيني وإكسون موبيل وشيفرون وتوتال إنرجي.
وأوضح الوزير أن المناطق المعروضة قد تكون إما غير مرخصة، وإما مناطق قد يرغب المشغلون في التخلي عن ترخيصهم فيها، وفق ما نقلته وكالة رويترز.
وتهدف قبرص إلى توليد 33% من طاقتها من مصادر متجددة بحلول عام 2030، ارتفاعًا من 19% اليوم.
لكن على الرغم من أشعة الشمس التي تكاد تكون مستمرة طوال العام، فإن نقص تخزين الكهرباء وشبكة الكهرباء المتقادمة قد تسببا في الحد من إنتاج الطاقة المتجددة، خاصة الطاقة الشمسية.
وقال الوزير إن السلطات ستطلق في الأسابيع المقبلة عطاءات لمرافق تخزين بطاريات الطاقة الشمسية، التي ستساعد في تحقيق هذه الأهداف.
ومع ذلك، أقرّ بأن الغاز الطبيعي جذاب؛ فهو أقل تلويثًا وأرخص من الوقود الثقيل الذي يشغل شبكة الكهرباء الآن، مشيرًا إلى أن "الغاز الطبيعي ما زال لديه بضعة عقود من البقاء في مزيج الطاقة".
المصادر:
- تصريحات اكتشافات الغاز في قبرص من منصة آرغوس ميديا.
- تصريحات جولة التراخيص الجديدة للتنقيب عن الغاز في قبرص من وكالة رويترز.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق