عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم وزيران: على تركيا واليونان مواصلة التفاوض حول الحدود البحرية - سعودي فايف
أوكرانيا تتصدر جدول أعمال قمة الاتحاد الأوروبي في بودابست
تحتل الحرب الأوكرانية موقعاً متقدماً في جدول أعمال اجتماع الجمعة لقادة الاتحاد الأوروبي الـ27 الذين يعتقد أغلبهم أن مواصلة تزويد أوكرانيا بالأسلحة واستمرار المساعدة المالية عنصران مهمان من أجل أمن البلاد، وهذا مخالف لرأي بودابست التي تستضيف القمة الأوروبية، وترى في التطورات الأخيرة، خصوصاً انتخاب دونالد ترمب رئيساً، خسارة أوكرانيا للحرب ضد روسيا، ونهاية الدعم العسكري والمالي الأميركي لكييف.
وفي مناسبات عدة، تباهى ترمب بقدرته على إنهاء النزاع في أوكرانيا خلال ساعات، وانتقد الدعم الأميركي المقدَّم إلى كييف. وتخشى أوكرانيا وغيرها من الدول الغربية أن تؤدّي أيّ تسوية إلى تشديد عزم بوتين، وتوسيع العدوان.
ويستضيف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان قمة لمدة يومين في العاصمة المجرية، بودابست، في أعقاب انتصار دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية والتشريعية الأميركية. وجدد فيكتور أوربان، الجمعة، الذي يحظى بعلاقة قوية بالرئيس الأميركي المنتخب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، موقفه الذي يتبناه منذ أمد طويل في أنه يجب إعلان وقف فوري لإطلاق النار، وأعرب عن توقُّعه أن ترمب سينهي الصراع.
وقال أوربان: «لو فاز ترمب في انتخابات 2020، لم تكن لتحدث هاتان السنتان الكابوسيتان، ولم تكن لتنشب حرب. إن الوضع على الجبهة واضح، هناك هزيمة عسكرية. سوف ينسحب الأميركيون من هذه الحرب». وأكد أن أوكرانيا خسرت بالفعل الحرب ضد روسيا، مضيفاً أنه يعتقد أن الرئيس الأميركي المنتخب سينهي الدعم الأميركي لكييف.
وعقب إعلان ترمب فوزه بالانتخابات الرئاسية الأميركية، راحت كييف تكثّف الجهود لزيادة الضغوط على حلفائها للحصول على مزيد من الدعم في حربها ضدّ روسيا. وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الخميس، أن تقديم تنازلات لروسيا لوقف اجتياحها أوكرانيا هو أمر «غير مقبول» بالنسبة إلى أوروبا، بعدما طالبت موسكو الغرب بالدخول في مفاوضات مباشرة لإنهاء الحرب.
ووجّه زيلينسكي لقادة الاتحاد الأوروبي في بوادبست نقداً لاذعاً لمن يضغطون عليه للرضوخ لبعض شروط بوتين القاسية. وقال حسب نسخة من خطابه الذي حصلت عليها «وكالة الصحافة الفرنسية» دار كثير من الكلام حول الحاجة إلى التنازل لبوتين والتراجع والقيام ببعض المساومات، لكن ذلك غير مقبول بالنسبة إلى أوكرانيا وغير مقبول بالنسبة إلى أوروبا». وهاجم بعض القادة الأوروبيين الذين لم يسمّهم، لدفعهم أوكرانيا «بشدّة» إلى إجراء مساومات.
وصرّح زيلينسكي: «نحن بحاجة إلى عدد كافٍ من الأسلحة، وليس إلى دعم نظري بالأقوال. ومعانقة بوتين لن تجدي؛ فالبعض منكم يعانقه منذ 20 عاماً، في حين ما انفكّ الوضع يتفاقم».
وأكّد بوتين وترمب في تصريحات منفصلة، الخميس، استعدادهما للتواصل معاً بعد الفوز الكاسح الذي حققه الملياردير الجمهوري في انتخابات البيت الأبيض. واغتنم بوتين فرصة مشاركته في منتدى فالداي في مدينة سوتشي الجنوبية ليوجّه عبر الإعلام التهنئة إلى ترمب بفوزه للمرة الثانية بالانتخابات الرئاسية.
وقال بوتين: «إذا أراد أحد استئناف التواصل، فهذا لا يزعجني، أنا مستعدّ لذلك. أودّ أن أنتهز هذه الفرصة لأهنّئه بانتخابه رئيساً للولايات المتحدة». وفي الولايات المتحدة، أعرب ترمب عن «اعتقاده» أنّه سيتحدث قريباً إلى بوتين.
في وقت سابق، الخميس، طالبت روسيا حلفاء كييف بالدخول في مفاوضات مع موسكو إذا أرادوا وقف الهجمات على الأوكرانيين. وقد أكد بوتين مرة جديدة، الخميس، أن موسكو مستعدة للتفاوض مع كييف على أساس «الحقائق الحالية» على الأرض.
من جهته، قال رئيس مجلس الأمن الروسي سيرغي شويغو إن الغرب يجب أن يتفاوض مع موسكو بشأن أوكرانيا من أجل تجنُّب «تدمير الشعب الأوكراني».
وصرّح شويغو خلال اجتماع لمسؤولين أمنيين من دول مجاورة لروسيا: «الآن بما أن الوضع في ساحة المعارك ليس مواتياً لنظام كييف، أصبح لدى الغرب خياران: مواصلة تمويله (أوكرانيا)، وتدمير الشعب الأوكراني، أو الاعتراف بالواقع الراهن وبدء التفاوض». وجاءت تصريحاته في اجتماع لتحالف عسكري من الدول السوفياتية السابقة.
ورأى شويغو الذي شغل سابقاً منصب وزير الدفاع، أن «الغرب يفقد زعامته الاقتصادية والسياسية والأخلاقية»، وأن الآمال الغربية في هزيمة روسيا «فشلت».
وكان زيلينسكي قد صرّح سابقاً بأنه لولا المساعدة الأميركية، لخسر بلده الحرب.
وقال زيلينسكي: «أعتقد أن الرئيس ترمب يريد حقاً (التوصل إلى) حل سريع، ولكن هذا لا يعني أنه سيحدث». وذكر أيضاً أنه أجرى محادثات في بودابست مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وناقشا المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وتدريب الجنود الأوكرانيين في فرنسا.
وبينما كان الزعماء الأوروبيون، بمن في ذلك الأمين العام لـ«الناتو»، مارك روته، يعيدون تقييم علاقاتهم عبر الأطلسي، في العاصمة المجرية بودابست، أملاً في أن تتجنب الرئاسة الأميركية الثانية لدونالد ترمب الصراع الذي شهدته إدارته الأولى، وأن تحافظ على موقف مشترك قوي بشأن روسيا، أفاد تقرير مؤسسة أبحاث تتخذ من لندن مقراً لها لندن، الجمعة، كما نقلت عنه «وكالة الأنباء الألمانية»، بأن الدول الأوروبية عززت دفاعاتها، رداً على ضم شبه جزيرة القرم، في عام 2014، والغزو الروسي واسع النطاق لأوكرانيا، في عام 2022، لكن ما زال هناك الكثير الذي يتعين فعله، للاستعداد لمواجهة تهديدات من روسيا.
وقال التقرير: «لم يزد حلف شمال الأطلسي (ناتو) بشكل كبير فحسب طموحاته، فيما يتعلق بردعه ووضعه القتالي، لكن الأعضاء الأوروبيين سعوا إلى معالجة أوجه القصور الحاسمة في القدرات والاستعداد».
وقال تقرير المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في افتتاح اجتماع يستمر 3 أيام، في العاصمة التشيكية، لبحث القدرات العسكرية الأوروبية وعبر الأطلسي: «مع ذلك، ليس من المستغرب أنه بعد عقود من الإهمال ونقص الاستثمار، لا يزال هناك كثير مما يتعين فعله، وكان التقدم مختلطاً».
وميدانياً، يشهد الجيش الأوكراني الذي يفوقه عدوّه الروسي عدداً وعتاداً، مأزقاً في منطقة دونباس الشرقية؛ حيث تتقدّم القوّات الروسية ببطء منذ أشهر. وأعلنت روسيا أن قوّاتها سيطرت على قرية كريمينا بالكا التي كان عدد سكانها قبل الحرب أقل من 50 شخصاً، وتقع في منطقة دونيتسك الصناعية، حيث دمِّرت الدفاعات الأوكرانية مراراً. وشهدت أوكرانيا حيث يتوّقع أن يكون الشتاء أقسى من أيّ وقت مضى وابلاً من القصف الجوّي ليلاً في أنحاء مختلفة، بما في ذلك العاصمة كييف.
ومن جهة أخرى، نقلت وكالة «أسوشييتد برس» عن مسؤولين قولهم، الجمعة، أن صواريخ وقنابل وطائرات مسيَّرة روسية، قصفت 3 مناطق بأوكرانيا، في هجمات ليلية مستهدفة، بينما تشن روسيا حملة جوية مكثفة.
وأعلنت السلطات الأوكرانية، الجمعة، إصابة 25 شخصاً، على الأقل، في ضاحية سكنية بشمال شرقي مدينة خاركيف في غارة جوية استهدفت المدينة بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة. وكتب الحاكم العسكري للمنطقة، أوليه سينيهوبوف، عبر تطبيق «تلغرام» أن مدخل المبنى السكني المتعدد الطوابق دُمِّر جزئياً، كما لحقت أضرار بالمباني والسيارات القريبة، ومدخل محطة قطار تحت الأرض.
واستخدمت روسيا مجدداً قنابل موجهة قوية في الهجوم على ثاني أكبر مدينة بأوكرانيا، كما لحق مزيد من الأضرار بالمباني والشركات والمركبات ومحطة قطار أخرى في ضاحية أخرى تقع في وسط البلاد.
ومنذ بدء الحرب، قبل نحو 3 أعوام تقريباً، استخدم الجيش الروسي مراراً قوته الجوية لضرب أهداف مدنية بمختلف أنحاء أوكرانيا. وقتل أكثر من 10 آلاف مدني أوكراني في الصراع، حسب الأمم المتحدة. وبشكل إجمالي، أطلقت روسيا 92 طائرة مسيَّرة دون طيار و5 صواريخ على أوكرانيا، خلال الليل، حسب سلاح الجو الأوكراني. وتم اعتراض 4 صواريخ و62 طائرة مسيَّرة، وتم التشويش الإلكتروني على 26 مسيرة.
وفي سياق متصل تهرّب الكرملين مجدّداً، الجمعة، من الإجابة عن سؤال حول وجود جنود من كوريا الشمالية في روسيا وفق ادّعاءات كييف التي تقول إنهم بدأوا يشاركون في القتال، وسقط بعضهم في هجمات أوكرانية.
وقالت كييف إن الجنود الكوريين الشماليين المقدّر عددهم بنحو 11 ألفاً والمنتشرين في روسيا بدأوا يقاتلون في منطقة كورسك الروسية التي احتلّت القوّات الأوكرانية جزءاً صغيراً منها، وبدأوا يتكبّدون «خسائر». وردّاً على سؤال في هذا الشأن، أحال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف المسألة إلى وزارة الدفاع التي لا تتجاوب عادة مع طلبات الاستفسار الموجّهة من الإعلام.
وصرّح بيسكوف: «هو سؤال مرتبط مباشرة بتنفيذ العملية العسكرية الخاصة (في أوكرانيا)، لذا ينبغي أن يُطْرح على وزارة الدفاع»، من دون أن ينفي انتشار الجنود الكوريين الشماليين الذي قد يشكّل تصعيداً دولياً للنزاع في حال ثبوته.
والخميس، قال بوتين إنه لا يستبعد فكرة مناورات عسكرية مشتركة مع كوريا الشمالية، وصرّح: «سوف نرى. قد ننظّم مناورات. ولم لا؟». أبرمت روسيا وكوريا الشمالية مؤخراً اتفاقاً دفاعياً مشتركاً ينصّ خصوصاً على «مساعدة عسكرية فورية» متبادلة في حال تعرّض أيّ من الدولتين لهجوم من دولة أخرى. وقد توطّدت العلاقات بين البلدين منذ بداية العدوان الروسي على أوكرانيا في 2022. وتُتّهم كوريا الشمالية، خصوصاً بتزويد روسيا بكمّيات كبيرة من القذائف والصواريخ.
0 تعليق