يشارك الشيخ خالد بن محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، في أعمال قمة مجموعة العشرين في نسختها الـ19.

وتأتي مشاركة ولي عهد أبوظبي، نيابة عن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، في القمة التي تُعقد يومي 18 و19 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية، للتأكيد على التزام دولة الإمارات بمواصلة تعزيز التعاون الدولي.

إسهامات الإمارات في قمة العشرين

الإمارات ترى في مجموعة العشرين منتدىً اقتصاديًا هامًا يجمع اقتصادات العالم الكبرى، حيث تمثل الدول الأعضاء نحو 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي و75% من التجارة الدولية.

التعاون الاقتصادي بين الإمارات ودول مجموعة العشرين

تواصل دولة الإمارات ترسيخ شراكاتها الاستراتيجية طويلة الأجل مع الاقتصادات الكبرى، باعتبارها شريكاً تجارياً واستثمارياً موثوقاً، وبوابة لتسهيل تدفق السلع والخدمات بين أرجاء العالم.

ونظمت دولة الإمارات "منتدى الأعمال الإماراتي - العالميB20"، بالتزامن مع فعاليات قمة الأعمال لمجموعة العشرين المنعقد في البرازيل بهدف تعزيز هذه الروابط والارتقاء بها إلى مستويات جديدة.

وجاء انعقاد هذا المنتدى، ضمن مشاركة دولة الإمارات في قمة الأعمال لمجموعة العشرين B20 التي أُقيمت في مدينة ساو باولو البرازيلية يومي 24 و25 أكتوبر/تشرين الأول 2024 تحت شعار "النمو الشامل لأجل مستقبل مستدام".

ويمثل "منتدى الأعمال الإماراتي - العالميB20" منصة فريدة لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين دولة الإمارات وأكبر الاقتصادات حول العالم، بالإضافة إلى فتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات حيوية تشمل الطاقة المتجددة، والتجارة والاستثمار، والتكنولوجيا والابتكار، والزراعة والأمن الغذائي، والتعليم، وغيرها من القطاعات الواعدة التي تشكل ركائز أساسية لتحقيق التنمية المستدامة.

وتواصل التجارة الخارجية غير النفطية لدولة الإمارات مسارها الصاعد مع الاقتصادات الكبرى حول العالم، حيث سجلت تجارة الدولة مع مجموعة العشرين 196.1 مليار دولار خلال النصف الأول من عام 2024، بزيادة 4.1% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق لتصبح حصة مجموعة العشرين نحو 51.6% من إجمالي التجارة الخارجية غير النفطية للدولة خلال تلك الفترة.

وجاء هذا النمو بفضل الزيادة القياسية التي سجلتها الصادرات الإماراتية غير النفطية التي ارتفعت بنسبة 11.5%، علماً بأن التجارة غير النفطية لدولة الإمارات مع مجموعة العشرين كانت قد وصلت إلى 393.2 مليار دولار في العام 2023، مسجلةً نمواً بنسبة 15.3% مقارنة بالعام 2022، وبنسبة 54% مقارنة بالعام 2019، مما يعكس قوة العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الإمارات وأكبر 20 اقتصاداً حول العالم.

تعزيز التجارة العالمية

وتمثل دولة الإمارات ركيزة استراتيجية في رسم ملامح مستقبل الاقتصاد العالمي والتجارة الدولية، عبر دعم سياسات حرية التجارة القائمة على التعددية والقواعد، والتي تساهم في تعزيز الابتكار وتحقيق الاستدامة.

وبعد النجاح الكبير في استضافة الدولة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية في أبوظبي، تواصل دولة الإمارات تنفيذ التزامها بقيادة الجهود الدولية لتطوير سلاسل قيمة عالمية أكثر مرونة وكفاءة، وتعزيز الشراكات الاستراتيجية التي تُسهم في تحقيق الازدهار الاقتصادي العادل والشامل للجميع.

وترسخ دولة الإمارات دورها عضواً فاعلاً ومؤثراً في المجتمع الدولي، ومساهماً رئيسياً في قيادة جهود تحفيز النمو الاقتصادي العالمي وزيادة التدفقات التجارية والاستثمارية بما يحقق النمو المستدام والتنمية الشاملة حول العالم.

في قمة العشرين الأخيرة، تم الإعلان عن مشروع ممر اقتصادي يربط بين الهند ومنطقة الشرق الأوسط وأوروبا، حيث ستلعب الإمارات دورًا محوريًا في دعم هذا المشروع بفضل شبكتها البحرية القوية، التي تجعلها مركزًا حيويًا للتجارة العالمية. 

بالإضافة إلى ذلك، شهدت القمة إطلاق التحالف العالمي للوقود الحيوي، الذي يهدف إلى تعزيز استخدام الوقود الحيوي المستدام، وتسهيل التجارة فيه لتحقيق أهداف صافي الانبعاثات الصفرية.

التزام الإمارات بالأجندة العالمية

من خلال مشاركتها المستمرة في اجتماعات مجموعة العشرين، تثبت دولة الإمارات أنها شريك استراتيجي في دعم الاستقرار الاقتصادي والبيئي على الساحة العالمية، حيث تحرص على التنسيق مع الدول الأخرى لمواكبة أهم التوجهات في التنمية المستدامة، وتقدم دراسات حالة ناجحة في مجالات التشريعات والتنمية التي تشكل نموذجًا يحتذى به عالميًا.