ذكرت صحيفة إنيرجي جلوبال المتخصصة في شؤون الطاقة أن جهود الربط الكهربائي بين مصر والسعودية تساهم في تحسين إمدادات التيار في المنطقة وتقليل انقطاعات التيار.
ونقلت الصحيفة عن مصدر مسؤول بمجموعة الجمال، الشركة المنفذة لأعمال الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، إن الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيحسّن إمدادات الكهرباء في المنطقة، وسيقلل من الانقطاعات التي تعاني منها الكثير من الدول العربية.
وشهدت نحو 7 دول عربية على الأقل انقطاعات للكهرباء بشكل مستمر خلال موسم الصيف الماضي، بسبب ارتفاع درجات الحرارة لمستويات قياسية، حتى إنها طالت الكويت التي تصنف على أنها دولة منتجة للنفط.
وتوقعت الصحيفة،أن الربط المقرر في أبريل- مايو 2025، سيزيد من اعتمادية محطات الطاقة في مصر والسعودية، متوقعًا أن يكون نواة للربط الكهربائي العربي؛ وتجدر الإشارة إلى أن المملكة العربية السعودية لديها بالفعل ربط كهربائي مع دول الخليج، والربط مع السعودية يعني بالتبعية ربطًا مع دول الخليج، وفي المقابل فإن مصر لديها ربط مع قبرص واليونان مستقبلًا، وهذا يعني أنه سيكون هناك ربط بين السعودية وأوروبا بالتبعية.
وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار.
ويقوم بالمساهمة في التمويل إلى جانب الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، كل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي، والبنك الإسلامي للتنمية، بالإضافة إلى الموارد الذاتية للشركة المصرية لنقل الكهرباء.
وأكدت الصحيفة، بمناسبة قرب انتهاء أعمال توصيل الكابلات البحرية بين البلدين، أن التوجه المالي بالنسبة لمصر ليس للربح من هذا المشروع، لكنه سيوفر تكاليف مالية كبيرة لمصر والسعودية، وسيخفض الانبعاثات الكربونية التي قد تنتج من إنشاء محطات جديدة لتوليد الكهرباء، مشيرًا إلى أن «90 في المائة من أعمال سحب كابلات الباور تحت البحر في الجانب المصري تم الانتهاء منها ومتوقع الانتهاء من الـ10 في المائة المتبقية خلال أقل من شهر من الآن.
ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة، مرورًا بمدينة تبوك في السعودية.
تحديات المشروع
يمثل اختلاف مسار التيار الكهربائي المستخدم في مصر والسعودية، تحديًا قبل عملية الربط؛ إذ تستخدم القاهرة 50 هيرتز والرياض 60 هيرتز، وباستخدام أجهزة متطورة تم توحيد المسار بين الدولتين عند الربط.
إلى جانب ذلك، تكمن صعوبة العمل في التضاريس الجبلية، وأبراج الضغط العالي، بجانب التحديات البيئية، والتي تمثلت في مراعاة الشعب المرجانية في البحر، والحفر تحت قاع البحر نحو 13 مترًا، وفي البر من 9 إلى 12 مترًا، بدرجة أمان 100 في المائة... هذه تحديات أخرى تم التغلب عليها.
وذكرت الصحيفة أن كافة مراحل المشروع محمية تمامًا، وصعب الوصول إليها، حتى من أي رشقات قد تحدث من هنا أو هناك، ويتكوّن المشروع من إنشاء 3 محطات تحويل ذات جهد عالٍ؛ محطتان شرق المدينة المنورة وتبوك في السعودية، ومحطة «بدر» شرق العاصمة المصرية القاهرة، وتربط بين المحطات خطوط نقل هوائية يصل طولها إلى نحو 1350 كيلومترًا، وكابلات بحرية في خليج العقبة بطول 22 كيلومترًا.
مجمع صناعي في السعودية
كانت مجموعة الجمال قد خصصت نحو 200 مليون دولار لإنشاء مجمع صناعي للبولي إيثلين في السعودية، قبل نهاية العام المقبل وتستهدف حصة سوقية في سوق البولي إيثلين بالسعودية، تصل إلى نحو 25 في المائة خلال 3- 4 سنوات، وحصلت المجموعة على التراخيص اللازمة لإطلاق المصنع، والآن في مرحلة اختيار المكان المناسب.
وتعمل المجموعة في تنفيذ مشروعات البنية التحتية والطاقة، إلى جانب تصنيع النسبة الكبرى من المواد المستخدمة في هذه المشروعات، مثل المواسير التي تستخدم في مشروعات النفط والغاز. ومن أبرز أعمالها «المونوريل»، والذي قامت بربط جميع محطاته على مستوى نطاق شركة توزيع الكهرباء بالقاهرة الكبرى.
وتعد السعودية ومصر سوقا كبيرة وواعدة، ويستهدف المستثمرون في الطاقة الوجود فيهما بشكل كبير، سواء على مستوى قطاع المقاولات العامة، أو في قطاع التصنيع وسط إجراءات ميسرة وتكنولوجيا متقدمة في إجراءات تأسيس الشركات الجديدة، والحصول على تراخيص المجمعات الصناعية.
0 تعليق