تعد الحجامة من العلوم الطبية العريقة التي استخدمها الإنسان منذ زمن بعيد لعلاج العديد من الأمراض، ولها جذور عميقة في التاريخ الثقافي والطبي للعديد من الشعوب،في هذا السياق، يسترعي انتباه الكثيرين أن الدم الذي يتم استخراجه خلال جلسات الحجامة غالباً ما يظهر في حالة تجلط، مما يجعلنا نتساءل عن السبب وراء ذلك،وبالتالي، سوف نستعرض في هذا المقال تفاصيل عن عملية الحجامة، أسباب خروج دم الحجامة متجلطاً، ومزايا وأضرار هذه العملية.

لماذا يخرج دم الحجامة متجلط

الحجامة تعتبر من أبرز طرق العلاج الطبيعي، فهي تستخدم الأكواب الساخنة الماصة للوصول إلى مناطق الألم في الجسم،تعود أصول استخدام الحجامة إلى الحضارة المصرية القديمة، حيث تمثل وسيلة فعالة لعلاج العديد من المشاكل الصحية،عملية الحجامة تعمل على تحفيز الدورة الدموية وإزالة الانسدادات وتحسين تدفق الطاقة الحيوية في الجسم.

تعتمد الحجامة على وضع أكواب خاصة على الجلد، وتطبيق ضغط يؤدي إلى رفع الدم إلى السطح، مما يؤدي إلى إزالة الدم الفاسد أو المتراكم،في بعض الأحيان، قد يظهر الدم الذي يتم إخراجه بشكل متجلط وهي ظاهرة تؤدي إلى العديد من التساؤلات حول صحتها وأسبابها.

تحدث عملية تجلط الدم بسبب مجموعة من المؤثرات المرتبطة بالحجامة، منها التأثير المباشر على الأوعية الدموية والانزيمات المسؤولة عن تخثر الدم،عندما تتعرض الأوعية لضغط الحجامة، قد تتعرض للتمزق مما يؤدي إلى تفعيل المسارات المسؤولة عن تجلط الدم.

أسباب أخرى مؤدية إلى خروج الدم المتجلط من الحجامة

بالإضافة إلى ما ذُكر، هناك عوامل إضافية قد تؤدي إلى خروج الدم متجلطًا، وهذه تشمل

• تؤدي البيئة الجديدة التي يواجهها الدم بعد الخروج من الجسم إلى تغير حالته الفيزيائية، مما قد يتسبب في تجلطه.
• تدني حركة الدم أثناء عمليات سحب الدم في الحجامة، حيث تؤدي الحركة البطيئة إلى حدوث الركود وبالتالي تجلط الدم.

شرح عملية تخثر الدم بفعل الحجامة المحفزة للمسار الخارجي

تستند عملية تخثر الدم في الحجامة إلى تنشيط المسار التخثري الخارجي،هذا التفاعل يحدث بسبب تمزق الأوعية الدموية بسبب الضغط، مما يؤدي إلى تفعيل إنزيم الثرومبين ويعمل على تكوين خثرات بهدف إيقاف النزيف وحماية الجسم،من خلال هذه العملية، يتم تشكيل خثرة فيبرينية تسد الأماكن المدمرة في الأوعية الدموية الناتجة عن الحجامة.

أنواع الحجامة

توجد نوعان رئيسيان من الحجامة، ويمكن تلخيصها في

الحجامة الرطبة

هذا النوع يتطلب استخدام مشرط خفيف لإحداث شقوق في الجلد قبل وضع الأكواب، مما يسمح بعملية سحب الدم وظهور السموم والشوائب بشكل فعال.

الحجامة الجافة

في هذا النوع، لا يتم إحداث أي شقوق في الجلد، بل تعتمد على تغيير الضغط لتحرير الطاقة المحبوسة،تترك الحجامة الجافة بعض البقع ولكنها وسيلة غير مؤلمة.

مزايا الحجامة

تتمتع الحجامة بالعديد من الفوائد الصحية والعلاجية، منها

• تحسن تدفق الدم إلى مناطق الألم مما يخفف من الأعراض.
• تساعد في إزالة السموم والشوائب من سطح الجلد.
• تعزز استرخاء الأنسجة وتقليل التوتر.
• تستخدم لمعالجة العديد من الأمراض الجلدية مثل حب الشباب.
• تعتبر حلًا فعالاً لمرض ضغط الدم المرتفع والصداع النصفي.

أضرار عملية الحجامة

على الرغم من فوائد الحجامة، إلا أن لها بعض المخاطر التي تشمل

• إمكانية تعرض الجلد للحروق بسبب الحرارة.
• ظهور كدمات نتيجة الضغط المطبق.
• قد تؤدي إلى التهاب أو عدوى جلدية.

في الختام، يمكن القول بأن تجلط الدم أثناء جلسات الحجامة هو أمر طبيعي ويرتبط بتفاعل الجسم مع إجراءات العلاج،يجب على الأفراد أن يكونوا واعين للمخاطر والفوائد المحتملة قبل اتخاذ قرارهم بشأن العلاج بالحجامة،يُنصح دائمًا بالتوجه لمختصين مؤهلين للحصول على هذه الخدمة،نتمنى لكم صحة دائمة وعافية مستمرة.