أعلنت لجنة تحكيم جائزة أفضل كتاب مُترجَم لعام ٢٠٢٤ فوز الأديب العالمي هشام مطر عن روايته "أصدقائي"، التي ترجمها إلى الفرنسية ديفيد فوكيمبرج ونشرتها دار "جاليمار".

وتتناول الرواية رحلة خالد، الشاب الليبي المغترب في لندن، مستعرضةً قضايا الهوية والصراع النفسي المرتبط بالغربة والمنفى. ويأتي هذا العمل ضمن مسار مطر الأدبي المعروف بمعالجته العميقة لتأثيرات المنفى على النفس البشرية.

وفي تصريح خاص للشروق، قال هشام مطر: "في بداية حياتي ككاتب، قبل أن يتضح الطريق أمامي، سافرت إلى باريس لكتابة النص الذي أصبح أولى رواياتي، "في بلد الرجال". لذلك، فإن باريس ليست مجرد مدينة، بل هي حالة ذهنية، "وليمة متنقلة" كما وصفها إرنست همنغواي. خلال تلك الأشهر السبعة عشر التي عشت فيها هناك مع زوجتي، بالكاد نعرف أحدًا ولم نملك إلا قليلا من المال، تعلمت الدروس الأولى في حرفتي وما قد تعنيه الحياة في الكتابة. هذا هو المكان الذي حاربت فيه شياطين الشك، وحيث وجدت العزاء والرفاق السفينة، الكُتاب الذين تعرفت عليهم هناك وكانوا مثلي بعيدين عن ديارهم. لذا، فقد اسعدتني هذه الجائزة لمكانة أعضاء لجنة التحكيم ولمستوى الفائزين السابقين بها، بل أيضاً لأهميتها الشخصية ولأنها تعمق ارتباطي بالمدينة التي كرّست نفسي فيها لأول مرة للأدب."

كما شهدت الجائزة فوز الكاتبة الأسترالية آنا فوندر في فئة الأعمال غير الخيالية عن كتابها "السيدة أورويل الخفية"، الذي أعاد تسليط الضوء على إيلين أوشوجنيسي، زوجة الكاتب جورج أورويل، ودورها في إبداعاته الأدبية الشهيرة.

تُعد هذه الجائزة، التي تُمنح سنويًا منذ عام ١٩٤٨ لأبرز الروايات والمقالات المترجمة إلى الفرنسية، واحدة من أرفع الجوائز الأدبية في فرنسا. وتألفت لجنة تحكيم الجائزة هذا العام من مجموعة من الأدباء والنقاد البارزين، من بينهم دانييل أرساند ومانويل كاركاسون.

ومن المقرر أن يُقام حفل توزيع الجوائز يوم الخميس ٢٨ نوفمبر، حيث سيُكرّم الفائزان ضمن احتفالية تُبرز الإسهامات الأدبية المميزة. بهذا الفوز، يواصل هشام مطر تعزيز مكانته كأحد أبرز الأصوات الأدبية العالمية، عبر أعمال تجمع بين الإبداع الفني والغوص في قضايا إنسانية معقدة.