النجاحات المغربية تسقط نظام الجزائر في مستنقع "الإستراتيجية المأزومة"

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يتواصل الدعم الجزائري للحركات الانفصالية، سواء من خلال جبهة البوليساريو في الصحراء المغربية أو عبر الترويج لأكذوبة “استقلال منطقة الريف”، في إستراتيجية يراهن عليها النظام الحاكم في الجزائر لمعاكسة مصالح المملكة المغربية.

ويرى خبراء العلاقات الدولية أن دعم الحركات الانفصالية في بلدان الجوار يعكس حالة من التخبط السياسي للنظام الجزائري ذي البنية العسكرية، الذي يواجه عزلة متزايدة على المستويين القاري والدولي؛ ويتفقون على أن التحركات الجزائرية في هذا السياق “لن تعود إلا بنتائج عكسية على قصر المرادية”.

في هذا السياق أكد الأكاديمي والمحلل السياسي محمد العمراني بوخبزة أن “ما تقوم به الجزائر حالياً من دعم الحركات الانفصالية، سواء جبهة البوليساريو أو الترويج لاستقلال منطقة الريف المغربي، يعكس حالة من الارتباك داخل النظام الجزائري”.

وأوضح بوخبزة، ضمن تصريح لهسبريس، أن “هذا السلوك يعزى بالأساس إلى النجاحات المتواصلة للمغرب في إحباط المخططات الجزائرية، التي باءت كلها بالفشل، فضلاً عن عزلة الجار الشرقي على المستوى القاري والدولي نتيجة عدم قدرته على مواكبة التحولات التي شهدتها العلاقات الدولية منذ انهيار جدار برلين”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “الجزائر فشلت في التكيف مع التحولات الدولية بعد هذه الفترة، وهو ما جعلها تجد نفسها خارج مسار التطور الطبيعي للعلاقات الدولية”، لافتاً إلى أن “هذا الوضع تفاقم بسبب التوترات الداخلية التي تشهدها الجزائر، رغم تراجع الحراك الاجتماعي، وهو ما يدفع النظام إلى اتخاذ قرارات تتسم بعدم العقلانية، ترتبط بمحاصرة حرية الرأي والتعبير”، مضيفاً: “هذه التوترات الداخلية مع صراع الأجنحة داخل النظام تعكس حالة من عدم الاستقرار التي يعيشها النظام السياسي والعسكري في الجزائر”.

وبشأن دعم الجزائر الحركات الانفصالية وصف الأكاديمي ذاته هذه الحركات بأنها “بهلوانية تفتقر إلى الأسس الضرورية لتكون ذات تأثير حقيقي، فهي تتألف من أفراد لا وزن اجتماعيا لهم ولا قدرة على التأطير الجماهيري، استغلوا كرم النظام الجزائري المستعد لدفع الكثير من أجل معاكسة مصالح المغرب”.

واعتبر المحلل السياسي ذاته أن “دعم الجزائر هذه الحركات لا يخدم المصالح الجزائرية، بل على العكس يضر بها”، مشدداً على أنها “تُقدم على خطوات تهدد مستقبلها أكثر مما تضر المغرب”، ومشيراً إلى أن “الدولة الجزائرية، التي تأسست بمرسوم فرنسي، لم تتمكن حتى الآن من بناء دولة أمة متماسكة، وهو ما يجعلها تعيش حالة هشاشة حقيقية”.

ويتفق العباس الوردي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط، مع أن “عزلة النظام الجزائري الإقليمية والدولية وخسارته رهان تقسيم الصحراء أو حتى دعم الانفصال تدفعه إلى التعبير عن سكيزوفرينية الخطاب السياسي، خاصة أنه هو الذي يعاني من آفة الانفصال”.

واستغرب الوردي، ضمن تصريح لهسبريس، “ادعاء النظام الجزائري الانفصال بالريف المغربي غير الموجود أصلاً”، قائلاً في هذا السياق: “ربما اختلط في مخيلة النظام العسكري الجزائري التمييز بين الحراك الذي عرفته مختلف بقاع المعمور وانتهى بينما مازال قابعا بالجزائر”.

واعتبر الأستاذ الجامعي ذاته أنه “من اللازم على المنتظم الدولي أن يواجه مثل هذه الأنظمة الدولية الضالة في العلاقات الدولية، التي تتدخل في السيادة الداخلية للدول وتحاول إحداث النعرات الإقليمية ونقل مشاكلها الداخلية نحو دول المحيط”، مشدداً على أن “الدبلوماسية الجزائرية التي تقودها المؤسسة العسكرية لن تنال من سيادة المغرب من طنجة إلى لكويرة، فهو دولة تحترم الشرعية الدولية وحق الدفاع الشرعي عن سيادتها مكفول بنص القانون الدولي”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق