اتفاق طال انتظاره يمهد الطريق أمام الرئيس المنتخب دونالد ترامب لتولّي منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، أكد الفريق المكلّف بعملية انتقال السلطة توقيعه مع البيت الأبيض، الثلاثاء.

وكان التأخير غير المعتاد في توقيع الاتفاق بعد انتخابات الخامس من نوفمبر/تشرين الثاني أثار مخاوف لدى البعض من احتمال تعثر عمليات الحكومة أو حدوث تضارب في المصالح.

ما أهمية الاتفاقية؟

وتضمن الاتفاقات مع إدارة الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن، تقليديا الموافقة على تحديد سقف لجمع الأموال من الأفراد مقابل التمويل الفيدرالي للعملية الانتقالية.

كما تسمح هذه الخطوة لفريق ترامب بالتنسيق بشكل مباشر مع الوكالات الاتحادية والوصول إلى الوثائق.

وقالت سوزي وايلز كبيرة الموظفين في إدارة ترامب إن "الفريق الانتقالي الخاص به وقع مذكرة تفاهم مع البيت الأبيض تسمح له ببدء انتقاله إلى السلطة رسميا، وذلك بعد تأخير استمر أسابيع".

وأضافت وايلز أن "الخطوة تسمح ببدء الاستعدادات الحاسمة، مثل نشر فرق في كل وزارة ووكالة، واستكمال انتقال السلطة بشكل منظم".

وتابعت: "إنّ هذا الانخراط يتيح لمرشحينا لمناصب في الإدارة بدء الاستعدادات الأساسية" و"استكمال عملية الانتقال المنظّم للسلطة".

ما الذي رفض فريق ترامب توقيعه؟

وكان فريق ترامب قد رفض طلبات إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن بالتوقيع بسرعة على مذكرة التفاهم واعترض على بعض عناصر اتفاق انتقالي تقليدي، حسبما قال البيت الأبيض.

وبموجب الاتفاق الذي تم توقيعه، الثلاثاء، أحجم فريق ترامب عن التوقيع على تعهد أخلاقي حكومي قائلا إن لديه خطة أخلاقية خاصة به "ستلبي متطلبات انتقال الموظفين بسلاسة إلى إدارة ترامب".

وتم نشر التعهد الأخلاقي المنفصل في وقت لاحق على الموقع الإلكتروني لإدارة الخدمات العامة وتضمن وعودا بأن أعضاء الفريق الانتقالي سيتجنبون تضارب المصالح وسيحمون المعلومات السرية، لكنه لم يتضمن تعهدا بأن ترامب سيتجنب تضارب المصالح.

وأوضح فريق ترامب، في بيان، أنّه سيعتمد على مانحين من القطاع الخاص في الولايات المتحدة سيتم الإعلان عنهم بدلا من إنفاق أموال دافعي الضرائب أو قبول أموال أجنبية أو استخدام مبان وتكنولوجيا حكومية.

وأضاف الفريق أن "خطة الأخلاقيات الحالية" ستوفر إرشادات، على الرغم من أنها لم تُعلن بعد، وأنّ العملية الانتقالية "لن تتطلب إشرافا حكوميا وبيروقراطيا إضافيا".

ولم يوقع فريق ترامب الانتقالي كذلك، مذكرة تفاهم مع وزارة العدل للسماح لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) بإجراء فحوص أمنية عن المعينين، ولم يرسل إلى المكتب أسماء موظفي الأمن القومي المحتملين الذين سيكونون قادرين على الوصول للمعلومات السرية.

وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض سالوني شارما إن إدارة بايدن لا توافق على قرار فريق ترامب الامتناع عن توقيع بعض الاتفاقيات المعتادة، لكن البيت الأبيض سيمضي قدما في عملية الانتقال لتجنب المزيد من التأخير.

نفقات انتقال السلطة

وتفخر الولايات المتحدة بتقليد الانتقال السلس للسلطة من رئيس إلى خلفه، لكن العملية تعتبر معقّدة وتتطلّب تجنيد آلاف السياسيين المعيّنين وتتكلّف ملايين الدولارات.

وكانت عملية انتقال السلطة إلى بايدن (2020-2021) جمعت 22 مليون دولار، أي أكثر من ثلاثة أضعاف المبلغ المستهدف، وشملت مئات الموظفين.

وكان الفريق الذي كُلّف عملية انتقال السلطة إلى ترامب من سلفه باراك أوباما أعلن أنه جمع 6,5 ملايين دولار وتلقّى 2,4 مليون دولار من الحكومة.

مع ذلك، أُنفق نحو 1,8 مليون دولار من ذاك المبلغ على رسوم قانونية دفعت بعدما دخل ترامب البيت الأبيض، وفق وسائل إعلام أمريكية.

كما أن جمع التبرعات لعملية انتقال السلطة يعدّ قضية منفصلة عن تغطية نفقات حفل التنصيب.

وفي العام 2016 جمع ترامب أكثر من مئة مليون دولار لحفل تنصيبه، واتّهمت السلطات في العاصمة واشنطن لجنة التنصيب بإساءة استخدام الأموال، وفي نهاية المطاف تمت تسوية دعوى قضائية رفعت بهذا الصدد مقابل 750 ألف دولار.