قصة عن جبل ثور
يُعتبر جبل ثور علامة بارزة في تاريخ الإسلام، حيث يحتوي على غار ثور الذي لجأ إليه النبي محمد صلى الله عليه وسلم وصديقه أبو بكر رضي الله عنه للنجاة من بطش كفار قريش،هذه النسخة من الأحداث التاريخية تلقي الضوء على أهمية الجبل، والقصة العظيمة التي حدثت فيه أثناء رحلة الهجرة،هذا المقال يستعرض تفاصيل قصة الحماية وذلك من خلال تصفح الأحداث التي أدت إلى حدوثها وتأثيرها في بداية بناء الأمة الإسلامية.
يعتبر غار ثور تجويفاً صخرياً يتسم بحجمه الكبير، حيث يشبه في شكله السفينة الصغيرة مع وجود فتحتين، واحدة في واجهتها والأخرى في مؤخرته،كما أنه يشتهر بأنه أكبر من غار حراء، بالإضافة إلى كونه يبعد أكثر عن مكة المكرمة مقارنةً بغار حراء،هذا الأمر يبرز مدى العمق الروحي والتاريخي لهذه الأماكن.
خلال فترة هجرتهما من مكة إلى المدينة المنورة، لجأ النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلى هذا الغار مع أبو بكر الصديق رضي الله عنه ليختبئوا من الكفار الذين كانوا يتعقبون أثارهم،تجدر الإشارة إلى أن كفار قريش رصدوا مكافأة كبيرة لمن يدلي بمعلومات عن مكانهم، وهو ما يظهر مدى خطورة الوضع الذي كانا فيه، كما ذُكر في قوله تعالى بسورة التوبة “إِلَّا تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا”.
في الليلة التي سبقت رحلتهما، لم يكن كفار قريش على علم بخطة النبي للهجرة، بل بدلاً من ذلك قضوا الليل وهم يخططون لمزيد من المؤامرات ضد المسلمين،في السابع والعشرين من شهر صفر، العام الرابع عشر بعد البعثة، اجتمع النبي مع أبو بكر ليبلغاه برسالة السماء بشأن بدء رحلة الهجرة،طلب أبو بكر أن يرافق النبي، وتم ذلك بالفعل قبل فجر ذلك اليوم.
أعد أبو بكر الصديق الراحلتين للرحلة، واستعان برجل يعرف الطرق يُدعى عبد الله بن الأريقط، الذي تم الاتفاق معه للالتقاء في الغار بعد ثلاثة أيام،أما السيدة أسماء بنت أبي بكر، فقد قامت بشق نطاقها لتصنع منه حزمة للطعام، لذا عرفت بلقب “ذات النطاقين”،وابن عم النبي، علي بن أبي طالب، طلب منه النبي أن يبقى في مكة ليرد الأمانات إلى أصحابها قبل مغادرته.
عند صباح اليوم التالي، اكتشف الكفار رحيل النبي محمد، وأخذتهم حالة من الجنون بحثاً عنه في كل مكان، حتى أنهم قاموا بتفتيش جبال مكة،عندما رصدوا غار ثور وسمع النبي وأبو بكر وقع أقدامهم، حالت مشيئة الله دون رؤيتهم للمكان الذي يختبئ فيه الاثنان، واحتفظ الله بسكون هائل في تلك اللحظات الحرجة،وفي تلك اللحظة، طمأن النبي أبو بكر قائلاً “ما ظنك باثنين الله ثالثهما”.
استمر النبي وأبو بكر في الغار لثلاث ليال متكاملات قبل أن يفقد كفار قريش الأمل في العثور عليهما،ثم خرجا برفقة عبد الله بن أريقط ليكملوا رحلتهم إلى المدينة المنورة،وقد عُرفت قصة الغار بدورها الحاسم في نجاح الهجرة النبوية، حيث أسهمت في بناء الأمة الإسلامية وتأسيس مجتمع جديد لا تحتمل قسوة الجور والظلم.
ً
سبب تسمية غار ثور
يغلب اسم غار ثور على الغار الموجود في أحد جبال مكة، والذي يُطلق عليه أيضاً اسم “ثور أطحل”،يعود سبب تسميته بهذا الاسم إلى الجبل الذي يحيط به، مع وجود إجماع بأن هذا الغار هو المكان الذي لجأ إليه النبي محمد وأبو بكر خلال فترة الهجرة،وقد ذكرت الآيات القرآنية صراحةً الغار في قوله تعالى “ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ”.
ً
موقع غار ثور
يقع جبل ثور في الجهة الجنوبية من المسجد الحرام، على بُعد حوالي أربعة كيلومترات عن مكة المكرمة،يبلغ ارتفاع الجبل أكثر من 748 متراً، ويتواجد فيه غار ثور،ويستقطب الغار العديد من الزوار على مدار العام، رغم عدم وجود نصوص شرعية واضحة تشجع على زيارته، إلا أنه يُعتبر مكاناً له تاريخ عظيم، مما يجعله وجهة سياحية مؤثرة.
ً
وصف غار ثور
يعتبر غار ثور أكبر غار في مكة، حيث يتمتع بحجم يفوق غار حراء الذي عُرف كنقطة انطلاق الوحي للنبي محمد،وصف المؤرخون الغار بأنه يشبه تجويفاً صخرياً في قمة جبل بارز، وإلى حد كبير يُشبه شكل السفينة الصغيرة،على صعيد الأبعاد الداخلية، يبلغ ارتفاعه حوالي متر ونصف، وطوله وعرضه يصلان إلى ثلاثة أمتار ونصف،هذه الأبعاد تضيف بُعداً إضافياً على أهمية الغار في الأحداث التاريخية.
ً
0 تعليق