مجلد يستحضر الثراء المعرفي في المخطوطات الإفريقية بالحرف العربي

0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

كنزٌ من المخطوطات العربية بالعديد من مناطق القارة الإفريقية يدرسها عمل جماعي يتناولُ تقييدات في مختلف صنوف المعرفة والتحديات التي تواجه هذه الأعمال المخطوطة، صدر تحت عنوان عربي إنجليزي فرنسي، بإشراف من الباحثَين أحمد شوقي بنبين، المحقّق مدير الخزانة الملكية بالرباط المغربية، وتشارلز سي ستيوارت، أستاذ التاريخ الفخري بجامعة إلينوي في أوربانا شامبين الأمريكية.

بعنوان “المخطوطات والكتابة بالحرف العربي في إفريقيا”، يتناول العمل الصادر في ما يقرب من ستمائة صفحة، وفق تقديمه: “الحرف العربي بأوسع استخداماته الممكنة في إفريقيا، ويشمل ذلك استخدامه في النصوص العربية، وارتباطه الوثيق بالدين الإسلامي، وبوصفه وسيلة لكتابة اللغات الإفريقية”، ويبحث في “الآثار المجتمعية للكتابة بالحرف العربي، سعيًا لتحليل الجوانب المادية للكتب في المجتمعات الإفريقية، وفهم دورات حياة المخطوطات الإفريقية منذ بدايتها وحتى إيداعها في المحفوظات”، كما تبحث دراسات الكتاب في “المخطوطات المكتوبة بالحرف العربي بوصفها عناصر مادية تجسد القيم الاجتماعية، والتأكيدات على الهوية الثقافية، والرفقة الروحية”.

تُدرَس المخطوطات في المجلّد بوصفها كاشفة “مراحل التقدم التاريخي للكتابة الأعجمية التي استخدمت أداة للتعليم والهوية الثقافية والسياسية”، مع وقوف عند “كيفية تيسير التقنيات الجديدة لإمكانية الوصول إلى هذه المخطوطات، التي تشكل في الوقت نفسه تحديات فيما يتعلق بالحفاظ على ملكيتها الفكرية”.

هذا “التراث الأدبي الكبير في إفريقيا” الذي يعود إلى قرون خلت، وفق الكتاب، “سرّ من بين أسرار الماضي الإفريقي الذي لا يعرفه كثيرون”؛ فـ”هذا التقليد الثري القائم على الكتابة العربية واستخدام الحرف العربي في كتابة اللغات الإفريقية، هو ما يمثل الموضوع الأساسي لهذا المجلد الذي يضم مقالات كتبها أبرز خبراء ومرجعيات ثقافات المخطوطات في شمال إفريقيا وغربها”.

ومن المواضيع التي يدرسها المجلّد الكتاب في إفريقيا، انتشار ثقافات المخطوطات المكتوبة بالحرف العربي في إفريقيا جنوب الصحراء، مخطوطاتُ اللغات الإفريقية بالحرف العربي، استعادةُ قِصَص حياة المخطوطات الإفريقية، مجموعةُ مخطوطاتِ القيروان، وقسم المخطوطات والدراسات الإسلامية بجامعة داكار السنغالية، مجموعاتُ المخطوطات العربية في جامعة إبادان النيجيرية، مخطوطاتُ معهد أحمد بابا في تمبكتو المالية، المخطوطاتُ والشبكاتُ العلمية في سينيجامبيا العظمى، حفظ المخطوطات في ولاية بورنو النيجيرية.

كما يدرس المجلد المخطوطات الموسيقية في المغرب في عصر الحداثة المُبكِّر، وطباعة المخطوطات العربية في القرن السادس عشر، وحفظ وجمهور المخطوطات الفولانية في السنغال، والمكانة والقِيَم الاجتماعية للمخطوطات في إفريقيا، وتوحيد البيانات الوصفية لمخطوطات غرب إفريقيا، وتحديات توحيد قواعد الكتابة لخط اليوروبا العجمي، وتحديات المخطوطات الأمازيغية في المغرب، والسلطة الأدبية في غرب إفريقيا الإسلامية.

شارك في هذا العمل كل من أحمد شوقي بنبين، ماري مينيكا، بهيجة الشاذلي، حلمي شعراوي، جوناثان إي. بروكوب، جيم عثمان درامي، أفيس أييند أولادوسو، محمد دياكيتي، داريا أوجورودنيكوفا، أحمدو هامان جيري، أولجا فيرلاتو، كارل دافيلا، سامبا كامارا، محمد موامزاندي، سين موموني، ديفيد كالابرو، علي دياكيتي، بول نايلور، أميدو أولاليكان ساني، تشارلز ستيوارت وأحمد السعيدي.

ومن بين التعليقات التي رافقت صدور المجلّد، قول ماورو نوبيلي، الأستاذ المشارك في قسم التاريخ بكلية الآداب والعلوم الليبرالية في جامعة إلينوي الأمريكية: “يفتح لنا هذا الكتابُ نافذةً مشرقة نُطل منها على ثقافة المخطوطات الغنية لإفريقيا الإسلامية، من القيروان إلى إبادان، ومن شواطئ المحيط الأطلسي إلى بحيرة تشاد. وسيُصبح الكتاب، بمقالاته المتنوعة ومقدمته البديعة، عنصرًا لا غنى عنه في مكتبة كل من له اهتمام بالمخطوطات الإسلامية سواءٌ من المتخصصين أو الجمهور العام”.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق