كشفت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية أن تل أبيب تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع حزب الله.

ونقل «باراك رافيد» الصحفي في موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول إسرائيلي كبير، لم يسمه، أن إسرائيل تتجه لإبرام صفقة مع حزب الله.

بدورها، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه "من المتوقع أن يزور نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط إسرائيل غدا للتباحث بشأن اتفاق أمني مع لبنان".

وأضافت الصحيفة أن "إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على التسوية في لبنان".

فيما نقلت هيئة البث العامة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، أنه لم يتم إعطاء أي ضوء أخضر لإبرام اتفاق في لبنان، مضيفا أن ثمة قضايا لا تزال في حاجة إلى حل.

الأوضاع ميدانيا

ومساء الأحد، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ حزب الله أطلق على مدار اليوم حوالى 250 مقذوفا باتجاه أراضي الدولة العبرية، في عدد هو من بين الأكبر الذي يسجّل خلال الأسابيع الأخيرة.

وقال الجيش إنّ العدد الأكبر من المقذوفات التي أطلقها حزب الله على إسرائيل منذ بدء النزاع الحالي هو 350 مقذوفا وقد أطلقت في 24 سبتمبر/أيلول الماضي، قبل أيام من شنّ الدولة العبرية هجوما بريا ضد التنظيم المدعوم من إيران.

والأحد، دوّت صفّارات الإنذار مرّات عدّة في أنحاء مختلفة من الدولة العبرية.

من جانبه، أعلن حزب الله في بيان أنّ مسلحيه شنّوا صباح الأحد "للمرّة الأولى، هجوما جويّا بسرب من المُسيّرات الانقضاضيّة على قاعدة أشدود البحريّة" التي تبعد 150 كيلومترا من الحدود مع لبنان.

ولاحقا، أعلن الحزب أنّه أطلق "صلية من الصواريخ النوعية وسربا من المُسيّرات الانقضاضية" على "هدف عسكري" في مدينة تل أبيب و"قاعدة غليلوت (مقر وحدة الاستخبارات العسكرية 8200)".

وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، لم يعلّق الجيش الإسرائيلي على هذه التصريحات، مكتفيا بالقول إنّ الدفاعات الجوية الإسرائيلية أسقطت عددا من المقذوفات.

وبحسب مصادر طبية إسرائيلية فقد أسفرت مقذوفات حزب الله عن إصابة 11 شخصا على الأقلّ بجروح، بينهم رجل في الستينيات من عمره إصابته تراوح خطورتها "بين متوسطة وخطيرة".

وفي الضفة الغربية المحتلة، أصيب 13 فلسطينيا بجروح تراوحت خطورتها بين طفيفة ومتوسطة من جراء سقوط صاروخ اعتراضي على منازل في مخيم طولكرم.

وأظهرت صور لوكالة فرانس برس في بتاح تكفا قرب تل أبيب مركبات متضررة وأخرى محترقة ومنزلا مصابا بشظايا.

وأعلن الجيش اللبناني مقتل أحد جنوده وإصابة 18 آخرين، جروح بعضهم خطرة، في قصف إسرائيلي طال الأحد موقعهم في جنوب لبنان.

ورغم أن الجيش اللبناني ليس طرفا في الحرب الراهنة بين إسرائيل وحزب الله، إلا أن القصف الإسرائيلي أسفر عن مقتل 19 عسكريا لبنانيا في الشهرين الماضيين، وفقا للسلطات اللبنانية.

ويأتي هذا القصف في الوقت الذي أعلن فيه آموس هوكستين، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جو بايدن، في ختام زيارة قام بها هذا الأسبوع للبنان وإسرائيل أنّه تمكّن من إحراز "مزيد من التقدم" في الجهود التي يبذلها من أجل التوصل إلى هدنة.

وفي 23 سبتمبر/أيلول، كثّفت إسرائيل غاراتها الجوية على معاقل الحزب في ضاحية بيروت الجنوبية وفي جنوب لبنان وشرقه، قبل أن تشنّ بعد ذلك بأسبوع هجوما بريا على المناطق المحاذية لحدودها الشمالية.

وأسفر التصعيد بين حزب الله وإسرائيل منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023 عن مقتل 3670 شخصا على الأقل في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية.

وفي الجانب الإسرائيلي، قُتل 82 عسكريا و47 مدنيا منذ بدأ النزاع الراهن قبل خلال 13 شهرا.