عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم إسرائيل وحزب الله .. هل يحجب غبار التصعيد اتفاق وقف النار؟ - سعودي فايف
طغى صوت التصعيد بين إسرائيل وحزب الله على مسار المفاوضات الدائرة لوقف إطلاق النار في لبنان، وسط حديث عن عراقيل لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، كـ"مناورة" لكسب المزيد من الوقت، من أجل تحقيق أهداف عسكرية وسياسية.
ويقدر خبراء عسكريون وسياسيون في أحاديث لـ"العين الإخبارية" بأن الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد بين إسرائيل وحزب الله، دون أن يبدو في الأفق اتفاق وشيك، على الأقل خلال الأسابيع المقبلة.
وإذ يشير هؤلاء الخبراء إلى تعمد إسرائيل تأخير وقف اطلاق النار، لفتوا أيضا إلى أن إيران تضغط على لبنان لعدم القبول بشروط وضعت من بينها؛ تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته.
وهو ما يتفق مع ما نقلته هيئة البث العامة الإسرائيلية عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمه، أنه لم يتم إعطاء أي ضوء أخضر لإبرام اتفاق في لبنان، مضيفا أن ثمة قضايا لا تزال في حاجة إلى حل.
فيما تحدثت وسائل إعلام أمريكية وإسرائيلية أن تل أبيب تتجه صوب إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان مع حزب الله، وفق ما نقله «باراك رافيد» الصحفي في موقع أكسيوس الإخباري عن مسؤول إسرائيلي كبير.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إنه "من المتوقع أن يزور نائب مساعد وزير الدفاع الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط إسرائيل الإثنين للتباحث بشأن اتفاق أمني مع لبنان"، لافتة إلى أن "إسرائيل وافقت من حيث المبدأ على التسوية في لبنان".
مصير وقف إطلاق النار ؟
يجيب عن ذلك العميد خالد حمادة، الخبير العسكري والاستراتيجي اللبناني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، بأن "كل ما يجري يشير إلى أن الحل الدبلوماسي لا يزال بعيدا، رغم كل ما يشاع عن أجواء إيجابية حول المفاوضات وأن هناك نوعا من الاحتمال لأن يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار هذا الأسبوع".
ويضيف: "الأحداث والتطورات الميدانية لا توحي بذلك أبدا.. فكيف يكون هناك اتفاق ناجز، وأن يتم تدمير كل هذه الأهداف وأن يبلغ التصعيد ما بلغه اليوم".
ويرى أن "الأمور تتجه نحو مزيد من التصعيد، ولا يعتقد أن ما يجري الآن هو مقدمات لاتفاق وشيك، على الأقل خلال الأسابيع المقبلة، من خلال المعطيات الميدانية القائمة حاليا أو الدبلوماسية".
وهو ما دلل عليه بالقول: "إيران تضغط على لبنان لعدم القبول بشروط وضعت من بينها؛ تطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته، كذلك هناك شروط إسرائيلية تم إضافتها على 1701 لتحسين موقف الأخيرة في حال تنفيذ القرار، وكذلك تم رفضها".
وينص القرار الدولي 1701 على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل)، وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.
الاتفاق في عهد ترامب
ويتوقع أيضا الدكتور ميشال الشماعي، الباحث والكاتب السياسي اللبناني، في حديث لـ"العين الإخبارية"، ألا تمضي إسرائيل بأي تسوية، حتى تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب منصبه في 20 يناير /كانون الثاني القادم ودخوله البيت الأبيض.
وينبه إلى أن ما صدر عن إسرائيل بأنّ الحكومة اللبنانية تغطي على أعمال منظمة حزب الله، بمثابة تصعيد خطير ضد الدولة اللبنانية؛ وربما ينقل الاستهدافات إلى مؤسسات الدولة بشكل عام.
ويرى الشماعي أن استهداف تل أبيب مقابل بيروت "لا يعدو كونه ردّ بحجر على قنابل تدميرية"، ويجب عدم إغفال أن الملاجئ مؤمنة للإسرائيليين فيما اللبنانيون جميعهم بلا ملاجئ.
وأبدى المحلل السياسي خشيته من استمرار الحرب حتى بعد دخول ترامب، على غرار الحرب في غزّة المستمرة منذ أكثر من عام.
ولادة اتفاق أم مناورة جديدة؟
النائب سيمون أبي رميا، عضو اللقاء التشاوري النيابي المستقل، يرجع تأخير إعلان وقف إطلاق النار، إلى "المناورة والمراوغة الإسرائيلية".
وينوه "أبي رميا"، في تصريحات إعلامية، إلى أن "إسرائيل تسعى لكسب المزيد من الوقت لتحقيق أهداف عسكرية وسياسية إضافية في الحرب مع لبنان".
ويلفت إلى أن "الاقتراح الذي أرسل إلى لبنان هو بصياغة أمريكية إسرائيلية، ورهان إسرائيل كان على عدم موافقة لبنان على بنود الاتفاق لاستمرار آلة التدمير بعدوانها على لبنان، لكن حزب الله وافق على بنود الاقتراح الأمريكي"، بحسب أبي رميا.
وكشف النائب اللبناني عن أن إسرائيل طلبت توضيحا بشأن آلية ضبط الجيش اللبناني للحدود لضمان عدم دخول أسلحة بطريقة غير شرعية، على الرغم من تأكيد الجيش قدرته على ذلك، وهو دليل على أن تل أبيب تريد التنصل من الاتفاق ولا تريد وقف إطلاق النار".
ويضيف أن "إسرائيل اعترضت أيضا على انخراط فرنسا في لجنة الإشراف على وقف إطلاق النار، برغم موافقتها سابقا على أن تكون باريس ضمن اللجنة، وقد يكون موقفها رد فعل على الاعتراض اللبناني على أن تضم اللجنة بريطانيا وألمانيا" .
كما أشار إلى ملامح من مسودة الاتفاق قائلا إن: "الاتفاق مبني على عدة مراحل؛ مرحلة الهدنة ومدتها 60 يوماً، وفي حال نجحت يعلن عن الوقف النهائي لإطلاق النار، وتبدأ بعدها المرحلة التالية المتعلقة بمفاوضات برعاية دولية لحلّ النقاط الخلافية حول الحدود البرية، للوصول الى مرحلة طرح سلاح حزب الله على طاولة البحث".
فيما أكد عضو مجلس النواب اللبناني، عبد الرحمن البزري، في حديث تلفزيوني، اليوم، أن "التصعيد قد يكون مخاض ولادة اتفاق وقف الحرب".
ماذا عن الملف الرئاسي؟
ووسط صخب وغبار الميدان الكثيف، توارى الحديث قليلا عن الملف الرئاسي حتى إشعار آخر، سوى من دعوات لانتخاب رئيس جديد تتجدد من وقت لآخر .
في هذا الصدد، يقول الخبير اللبناني خالد حمادة، إن عملية انتخاب رئيس جديد أصبحت متصلة بعملية وقف إطلاق النار، وربما بالقرار 1701، ولا مجال لانتخاب رئيس حاليا برغم كل المطالبات لأن انتخاب الرئيس هو جزء من التوازن الداخلي".
ويوضح : "القرار 1701 إذا ما تم تطبيقه أيضا، سيكون له انعكاسات على التوازن الداخلي لأنه سيجرد حزب الله من قدراته التسليحية في التأثير على القرار؛ لذلك اتفاق وقف إطلاق النار متعثر وكذلك انتخابات الرئاسة متعثرة ولا أعتقد أن الأمور ستتخذ منحى إيجابيا في القريب المنظور".
وعلى الجانب الإسرائيلي، يرى "حمادة" أن "نتنياهو ليس بحاجة لضمانات أمريكية للاستمرار بالعمل العسكري، حيث إنه أطلق منذ البداية عملياته العسكرية بضمانات أمريكية، لذا ليس هناك ما يبشر بأن هناك تغييرات حقيقية وقعت".
تصعيد كبير
وشهدت الأوضاع الميدانية، الأحد، تصعيدا كبيرا بين إسرائيل وحزب الله، حيث شن الجيش الإسرائيلي، ليل الأحد، سلسلة غارات متتالية جديدة على ضاحية بيروت الجنوبية، بعدما أطلق أوامر إخلاء لسكان الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك، قبل شن الغارات.
وطالت الاعتداءات مجددا الجيش اللبناني، بعد أن أصابت قذائف المدفعية الإسرائيلية، مركزاً للجيش في العامرية على طريق القليلة – صور، ما أسفر عن مقتل عسكري وإصابة 18 بجروح.
كما هاجمت إسرائيل منطقة "البسطة" في بيروت مستهدفة رئيس قسم العمليات في حزب الله محمد حيدر ما أدى إلى مقتل 11 شخصًا وإصابة 23 آخرين.
وعلى خط التصعيد أيضا، أطلق حزب الله على إسرائيل هجمات صاروخية قوية، اللافت فيها كان استهدافَ تل أبيب رداً على استهداف بيروت.
وأكد الجيش الإسرائيلي أن حزب الله أطلق نحو 160 مقذوفا من لبنان نحو شمال إسرائيل ووسطها، مما تسبب في إصابة عدة أشخاص.
وأعلن الحزب اللبناني في وقت سابق الأحد، قصف "هدف عسكري" في مدينة تل أبيب، وقاعدة استخبارات عسكرية قربها، وأخرى بحرية في جنوب إسرائيل، حيث جرى الإعلان عن استهداف قاعدة حيفا البحرية برشقة صاروخية وفق ما ذكرته الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام.
وذكرت القناة 14 الإسرائيلية،، أنه "ردًا على إطلاق الصواريخ بشكل واسع الأحد من لبنان، فمن المتوقع أن يوسع الجيش الإسرائيلي هجماته خلال الساعات المقبلة في العمق اللبناني".
aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
0 تعليق