مع تراكم النفايات بمعدل يتجاوز ملياري طن سنويًا، يطرح البعض السؤال: لماذا لا نرسل هذه الكميات الضخمة إلى الفضاء؟.

رغم أن الفكرة تبدو مغرية، إلا أن الواقع يحمل العديد من التحديات والعوائق، حيث إن إطلاق الصواريخ إلى الفضاء يعد مكلفًا للغاية.

على سبيل المثال، تكلفة إرسال كيلوغرام واحد من المواد إلى مدار الأرض باستخدام صاروخ "فالكون 9" تصل إلى حوالي 1200 دولار.

وبالتالي، فإن إرسال مليارات الأطنان من النفايات سيكون غير اقتصادي، كما يوضح جون كراسيديس، أستاذ الهندسة الميكانيكية والفضائية في جامعة نيويورك.

إلى جانب التكلفة، فإن إطلاق الصواريخ يتسبب في انبعاث كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون وملوثات أخرى.

دراسة على إطلاق صاروخ "فالكون 9" في 2016 أظهرت إطلاق 116 طنًا من ثاني أكسيد الكربون خلال أول 165 ثانية فقط. مع زيادة إطلاق الصواريخ، قد يؤدي ذلك إلى تدمير طبقة الأوزون وزيادة ظاهرة التغير المناخي.

السلامة والمخاطر

حتى إذا تم إرسال النفايات إلى مدار الأرض، هناك خطر كبير من عودتها إلى الأرض. كما يوضح كراسيديس، يمكن أن تتسبب النفايات في المدار المنخفض في تصادم مع الأقمار الصناعية أو سقوط الحطام على سطح الأرض.

إضافة إلى ذلك، قد تؤدي زيادة النفايات الفضائية إلى "متلازمة كيسلر"، وهي حالة قد تجعل المدار الأرضي غير صالح للاستخدام بسبب التصادمات المستمرة.

قد يبدو إرسال النفايات إلى القمر أو المريخ بديلاً أفضل، لكن هذا الحل يحمل أيضًا تحديات. تحويل القمر إلى مكب نفايات قد يعوق خطط الاستكشاف المستقبلية، أما المريخ فيحذر كراسيديس من أن البشر قد يحتاجون إليه للاستيطان في المستقبل، مما يجعل التخلص من النفايات فيه خيارًا غير مستدام على المدى الطويل.