بدأت العاصمة الكوبية هافانا تتعافى من آثار إعصار رافائيل بعد عودة الكهرباء إلى بعض المناطق في المدينة البالغ تعداد سكانها مليوني نسمة، وفق متابعات القطاع لدى منصة الطاقة المتخصصة (مقرها واشنطن).
وأعلنت السلطات الكوبية أنها شرعت في استعادة الكهرباء إلى النصف الشرقي من الجزيرة بعد انقطاعها بسبب الإعصار الذي ضرب الشبكة الكهربائية في البلاد، تاركًا قرابة 10 ملايين شخص في الظلام.
وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني (2024) انهارت شبكة الكهرباء جراء إعصار رافائيل الذي ضرب كوبا برياح لامست سرعتها القصوى أكثر من 115 ميلًا في الساعة (185 كيلومترًا في الساعة)؛ ما نتجت عنه تلفيات في المنازل واقتلاع الأشجار وإسقاط أبراج الهواتف النقالة.
وإعصار رافائيل هو الثاني الذي يضرب الدولة في أقل من شهر بعد إعصار أوسكار الذي اجتاح شرق كوبا في أكتوبر/تشرين الأول المنصرم، ما وجه حينها ضربةً مزدوجةً تسببت باستنزاف المزيد من الموارد في بلد يعاني أصلاً نقصًا حادًا في الغذاء والوقود والأدوية، تزامنًا مع أزمة اقتصادية طاحنة.
الكهرباء تعود
عادت الكهرباء جزئيًا إلى قرابة 20% من مناطق العاصمة هافانا في وقت متأخر من أمس الجمعة 8 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، أي بعد يومين من إعصار رافائيل الذي ضرب الجزيرة، وتسبب في انهيار شبكة الكهرباء الرئيسة هناك، تاركًا ملايين الأشخاص في ظلام دامس، بحسب وكالة رويترز.
وتسبب إعصار رافائيل في اقتلاع المئات من خطوط الربط الكهربائي وأبراج الكهرباء المنتشرة في النصف الغربي من البلاد، إلى جانب سقوط الأشجار، وقطع شبكات الاتصالات وتعقيد جهود التعافي الاقتصادي.
وإعصار رافائيل هو أحدث ضربة تتلقاها الشبكة الكهربائية الهشة في الأصل بالبلد الواقع في أميركا الجنوبية، والتي كانت قد انهارت عدة مرات قبل أسبوعين؛ ما أدى حينها إلى انقطاع الكهرباء لأيام، وأشعل موجة احتجاجات عارمة في عموم الجزيرة.
اقتصاد مأزوم
يأتي إعصار رافائيل خلال وقت هو الأسوأ في تاريخ كوبا التي تشهد أوضاعًا اقتصاديةً ضاغطةً، فاقمتها معدلات تضخم مرتفعة للغاية، أجبرت مئات الآلاف من المواطنين على مغادرة البلاد بحثًا عن سُبل عيش أفضل في أماكن أخرى.
وفي أواسط أكتوبر/تشرين الأول الماضي ضرب إعصار أوسكار المناطق الشرقية من كوبا؛ ما تسبب حينها بشلل الأوضاع في بلدٍ يعاني نقصًا حادًا في الغذاء والوقود والأدوية.
وقال مسؤولون إن الشبكة الكهربائية في كوبا قد عادت مجددًا إلى الخدمة لتؤدي دورها في تغذية المناطق الوسطى والشرقية من البلاد بالكهرباء على الرغم من أن مقاطعتي بينار ديل ريو وأرتيميسا الزراعيتين الغربيتين المتضررتين بشدة لا تزالا تفتقران إلى الكهرباء قبل نهاية الأسبوع.
وعادت الأضواء إلى وسط هافانا وضواحيها الشرقية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي ببعض الأماكن، بعكس معظم المناطق في النصف الغربي من المدينة التي لا تزال غارقةً في الظلام.
ولم تعطِ السلطات بَعْد تقديرات رسمية بشأن توقيت عودة الكهرباء بالكامل إلى العاصمة الكوبية.
وقالت مواطنة كوبية من سكان هافانا، وتحديدًا في منطقة فيدادو وتُدعى كلوديا إسبينوسا، إنها تعاني انقطاع الكهرباء لمدة 3 أيام جراء إعصار رافاييل.
وأضافت إسبينوسا: "الوضع حرج للغاية، ولا توجد هناك مياه، أو طعام، وكل شيء يضيع"، وفق تصريحات رصدتها منصة الطاقة المتخصصة.
يُشار إلى أن ما يزيد على 220 ألف شخص جرى إجلاؤهم من المناطق التي تأثرت بإعصار رافائيل، لكن عاد معظمهم إلى منازلهم في 7 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وفق مسؤولين.
عجز الكهرباء
حذرت شركة يو إن إي (UNE) المسؤولة عن تشغيل الشبكة في كوبا من أنه حتى في المناطق التي تنعم بالكهرباء، لا تزال البلاد تشهد عجزًا كبيرًا في توليد الكهرباء؛ ما ينذر بانقطاعات متكررة في الطاقة.
وكافحت محطات توليد الكهرباء العاملة بالنفط في كوبا من أجل الحفاظ على تشغيل الكهرباء لعقود من الزمن، غير أن العام الحالي شهد انهيار الشبكة الوطنية في ظل هبوط واردات كوبا من النفط من الدول الحليفة مثل فنزويلا والمكسيك، وفق معلومات طالعتها منصة الطاقة المتخصصة.
وتعهدت روسيا مؤخرًا بتزويد كوبا بنحو 80 ألف طن من وقود الديزل بقيمة 60 مليون دولار لمساعدة البلاد على التخفيف من تداعيات أزمة الطاقة لديها، بحسب ما أعلنته وكالة أنباء ريا نوفوستي (RIA Novosti) الروسية الرسمية في 8 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وترى هافانا أن الحصار الاقتصادي والمالي الذي تفرضه عليها أميركا منذ عهد الرئيس السابق والمرشح الفائز في انتخابات الرئاسة الأميركية الأخيرة دونالد ترمب يمثل سببًا رئيسًا لأزمة الكهرباء في البلاد، وهو ما تنفيه واشنطن جملةً وتفصيلًا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
0 تعليق