عزيزي الزائر أهلا وسهلا بك في موقع سعودي فايف نقدم لكم اليوم بصفقات فورية.. هكذا ستدفع أوكرانيا «رئيسا يكرهها» لتغيير قواعد اللعبة - سعودي فايف
بينما تستعد أوكرانيا لحالة عدم اليقين التي تلوح في الأفق بشأن انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا، تحاول كييف طرق أبواب بعض المحاولات، لإقناع الرئيس المنتخب بفكرة مفادها أن أوكرانيا القوية مفيدة لأهدافه السياسية.
وتأمل كييف أن تقنع ترامب بأن أوكرانيا ليست حالة خيرية، بل فرصة اقتصادية وجيوستراتيجية فعّالة من حيث التكلفة من شأنها في نهاية المطاف أن تثري الولايات المتحدة وتؤمن مصالحها.
فرص مربحة
وتأمل أوكرانيا أن يساعد الرئيس الجديد من خلال تبني نهج ترامب الدبلوماسي القائم على المعاملات التجارية ــ بما في ذلك عرض فرص تجارية مربحة على الشركات الأمريكية ــ في صد تقدم روسيا، بحسب صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية.
ولا تزال الآمال في أن يساعد ترامب في إنهاء الحرب بطريقة تعتبرها كييف عادلة قائمة بين المسؤولين، رغم الآراء التي عبر عنها ترامب والعديد من أفراد دائرته الداخلية بأن الصراع يكلف دافعي الضرائب الأمريكيين أموالاً طائلة، ويجب وضع حد له بسرعة.
هذا الخطاب أثار مخاوف من أن ترامب سوف يقطع فجأة الدعم الأمريكي للجيش الأوكراني ويدفعه إلى التنازل عن أراض لصالح روسيا.
لكنّ المسؤولين الأوكرانيين يصفون إحباطهم من بطء إدارة بايدن في تقديم المساعدات. ويتجاهل العديد من الأوكرانيين في الأساس التعليقات السلبية الأخيرة لترامب ويركزون بدلاً من ذلك على كيف كان ترامب أول زعيم أمريكي يبيع أسلحة فتاكة مباشرة إلى أوكرانيا.
وخلال فترة ولاية ترامب الأولى، حصلت أوكرانيا على صواريخ جافلين - الأسلحة المضادة للدبابات التي تُطلق من على الكتف والتي رفضت إدارة أوباما بيعها منذ فترة طويلة - والتي ساعدت في إحباط القوات الروسية من الاستيلاء على العاصمة في أوائل عام 2022.
وأشار ترامب لاحقًا إلى المبيعات، والتي جاءت الثانية منها بعد أن أصبحت مكالمته مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نقطة رئيسية في «فضيحة عزله»، ليزعم أنه كان أكثر صرامة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن من الديمقراطيين.
رئيس «يكره» أوكرانيا
وقال دميتري كوليبا، الذي شغل منصب وزير الخارجية الأوكراني حتى سبتمبر/أيلول الماضي: «الأسلحة الأولى التي تلقتها أوكرانيا من الولايات المتحدة جاءت من رئيس يكره أوكرانيا»، مضيفًا أنه رغم عدم القدرة على التنبؤ بتصرفات ترامب، فإن رئاسته قد تبشر بعصر من التغيير الإيجابي لأوكرانيا.
وقال كوليبا إن كييف ستحتاج إلى خلق «مواقف مماثلة عندما يكون دعم أوكرانيا بمثابة إسقاط لقوة ترامب»، من أجل الفوز بدعم ترامب هذه المرة.
وأضاف: «إذا كان هدفه هو إظهار القوة والقول في النهاية أنا أفضل من بايدن، وأن بايدن فشل وأنهيت [الحرب]، فإن بيع أوكرانيا ليس هو الطريق إلى الأمام».
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن الأوكرانيين رأوا أن النهج المتحفظ الذي تنتهجه إدارة بايدن تجاه المساعدات يضر بمصداقية الولايات المتحدة كضامن للأمن العالمي. كما شعروا بالإحباط لأن بايدن أعرب عن دعمه لأوكرانيا علنًا، لكن عندما تعلق الأمر بقرارات الأسلحة الرئيسية، اتخذ فريقه نهجًا متحفظًا، معربًا عن مخاوفه بشأن الانتقام الروسي.
وفي الأسابيع الأخيرة، بدأ الأوكرانيون في الترويج لعهد جديد للسياسة الأمريكية تجاه أوكرانيا، والذي يتضمن «السلام من خلال القوة». وهم يأملون أن تلقى هذه الرسالة صدى لدى ترامب على نحو لم يحدث مع بايدن.
مصلحة مباشرة
وقال النائب الأوكراني المعارض فولوديمير أرييف إنه يتوقع أن ترامب «سيتحقق من كل قرش أنفقناه في أوكرانيا كمساعدات أمريكية»، ليس بالضرورة لأنه يعارض أوكرانيا، لكن لأنه منخرط في نزاع أوسع مع إدارة بايدن.
وأضاف: «إذا كان ترامب يريد أن يجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى، فإن من مصلحته المباشرة حماية أوكرانيا من أن تبتلعها روسيا لأن هذا قد يكون حقا نقطة اللاعودة لصورة الولايات المتحدة كمشرف عالمي على الأمن».
وقال ميخايلو بودولياك، مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني، إن الأمر متروك لكييف لشرح البراغماتية السياسية وراء دعم أوكرانيا لترامب، مضيفًا: «نحن بحاجة إلى تزويد ممثلي إدارة ترامب، وترامب نفسه، بالمعلومات الأكثر شمولاً حول منطق العملية. أنفقوا مبلغًا صغيرًا من المال اليوم لدعم أوكرانيا - على الأسلحة والتمويل وما إلى ذلك - والاستثمار والإنتاج. أنت تلغي تمامًا الإمكانات العسكرية لروسيا، وبعد ذلك تهيمن».
ومع ذلك، فقد تغير الكثير منذ موافقة ترامب على إرسال صواريخ جافلين إلى أوكرانيا.
ويحيط بالرئيس المنتخب حاشية جديدة بالكامل تقريبًا - بما في ذلك نائب الرئيس المنتخب جيه دي فانس، الذي صوت بصفته عضوًا في مجلس الشيوخ ضد المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، ورجل الأعمال الملياردير إيلون ماسك، الذي دعم أوكرانيا بتوفير إمكانية الوصول إلى الإنترنت ستارلينك، لكنه سخر أيضًا من زيلينسكي وألقى بظلال من الشك على الدور الأمريكي في الحرب.
وتشتعل الحرب الشاملة في أوكرانيا منذ ما يقرب من ثلاث سنوات، وتطالب كييف بعضوية حلف شمال الأطلسي - التحالف العسكري الذي هدد ترامب بالانسحاب منه - واستجابة لقرارات بايدن الأخيرة بتخفيف بعض القيود العسكرية على أوكرانيا، صعد بوتن من التهديدات بأنه قد يكثف الحرب ويوسع نطاقها.
الخطوات التالية
ويقول المراقبون إن قدرة أوكرانيا على التأثير على آراء ترامب بشأن الخطوات التالية ستعتمد إلى حد كبير على قدرة زيلينسكي الشخصية على إقناعه.
وقال سكوت كولينان، رئيس الشؤون الحكومية في منظمة رازوم غير الربحية التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها والتي تدعم أوكرانيا: «سوف يقع الكثير على عاتق زيلينسكي. سيتعين عليه أن يتولى دور المحاور الشخصي مع ترامب.. وفي هذه المرحلة، لست متأكدًا من أن أي شخص أو شخصية أخرى يمكنها القيام بما هو مطلوب سواه».
ويبدو أن زيلينسكي قد تقبل هذا الواقع بالفعل. فقد تحدث مع ترامب عبر الهاتف فور فوزه بالانتخابات في وقت سابق من هذا الشهر ــ وهي المحادثة التي أعقبت اجتماعا في سبتمبر/أيلول قدم فيه لترامب «خطة النصر»، التي تتضمن قسما عن الموارد الطبيعية في أوكرانيا.
تغيير قواعد اللعبة
وتنظر أوكرانيا إلى احتياطياتها باعتبارها فرص عمل مثمرة للأمريكيين. وتشير إلى مخزونها من الغاز الطبيعي، وهو الأكبر في أوروبا، ووجود المعادن، بما في ذلك الليثيوم، باعتبارهما من العوامل التي قد تغير قواعد اللعبة في صناعة الرقائق الدقيقة والسيارات الكهربائية ــ وهو الأمر الذي قد يثير اهتمام ماسك وأعماله في مجال السيارات الكهربائية أيضا.
وقال فولوديمير فاسيوك، الخبير في الصناعة الأوكرانية الذي يقدم المشورة للبرلمان الأوكراني في المسائل الاقتصادية: «إن السيطرة على الليثيوم هي السيطرة على الاقتصاد في المستقبل»، مضيفًا أنه من الأفضل للعالم الغربي أن تظل هذه المواد في أيدي «دولة صديقة إلى حد ما مثل أوكرانيا».
وبحسب الخبير في الصناعة الأوكرانية، أضاف أن أوكرانيا يجب أن تستفيد من نهج ترامب التجاري في التعامل مع الشؤون الخارجية وتضع نفسها في موقف يسمح لها بإبرام صفقات مع شركات أمريكية لاستخراج احتياطياتها، وخاصة الليثيوم. ويقع أكبر احتياطي من هذا النوع في الجزء الأوسط من البلاد، بعيدًا عن خطوط المواجهة الحالية.
وبحسب فاسيوك، فإن البلاد تمتلك ما يكفي من الليثيوم لإنتاج 15 مليون بطارية للسيارات الكهربائية، على الرغم من أن أحد المواقع يقع بالفعل تحت الاحتلال الروسي وآخر قريب من خط المواجهة.
وقال أوليكسي تشيرنيشوف، الرئيس التنفيذي لشركة «نفتوغاز» المملوكة للدولة، والذي سيسافر إلى الولايات المتحدة للقاء شركات أمريكية في الأسابيع المقبلة: «سوق الغاز الأوكرانية هي الأكثر ربحية في العالم. وأنا على ثقة من أن الشركات الأميركية تتمتع بمستقبل عظيم في أوكرانيا الآن وليس غداً»، مضيفًا أن «إدارة ترامب تتألف من أشخاص يتمتعون بخبرة أكبر في مجال الأعمال».
وبحسب المسؤول الأوكراني، فإنه «من الرائع أن يفكروا في هذا الأمر. نحن نتحدث عن عقود بملايين الدولارات على الفور». وقد وصلت الرسالة بالفعل إلى بعض الجمهوريين في الولايات المتحدة.
وفي حديثه على قناة فوكس نيوز الأسبوع الماضي، وصف السيناتور ليندسي غراهام (جمهوري من ولاية ساوث كارولينا)، الذي زار أوكرانيا مرارا وتكرارا طوال الحرب، أوكرانيا بأنها موطن لتريليونات الدولارات من المعادن الأرضية النادرة.
وأضاف: «أوكرانيا مستعدة لإبرام صفقة معنا، وليس مع الروس. لذا فإن من مصلحتنا أن نضمن عدم سيطرة روسيا على المكان».
aXA6IDJhMDE6NGZmOmYwOmQ5ZDE6OjEg جزيرة ام اند امز US
0 تعليق