ارتفعت أسعار الغاز في أوروبا بأكثر من 1% خلال تعاملات اليوم الإثنين 2 ديسمبر/كانون الأول (2024)، وسط توقعات بزيادة الطلب على خلفية الانخفاض الملحوظ في درجات الحرارة.

وتُتداوَل أسعار الغاز بالقرب من أعلى مستوى خلال العام الجاري، الذي سجلته يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني المنصرم، على خلفية تراجع المخزونات في أوروبا، مقارنةً بمثيلاتها في الأعوام الماضية.

وتمضي أسعار الغاز في أوروبا -وفق متابعة منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- لتحقيق مكاسب للجلسة الثانية على التوالي، بعد صعودها يوم الجمعة، مع تحول توقعات الطقس إلى البرودة في أجزاء من القارة.

ومن المتوقع أن تعود درجات الحرارة الباردة إلى غرب أوروبا الأسبوع المقبل، لتنتشر بسرعة إلى القارة، وهو ما يؤدي إلى تعزيز الطلب على التدفئة، مما يزيد من الضغوط الصعودية على أسعار الغاز.

كما دعمت أسعار النفط، التي سجلت ارتفاعًا بنحو 1% خلال تعاملات اليوم الإثنين، العقود الآجلة للغاز، مع مراقبة المتداولين المخاطر التي تهدد إمدادات الطاقة العالمية من أوكرانيا إلى الشرق الأوسط.

أسعار الغاز الأوروبية

بحلول الساعة 12:15 مساءً بتوقيت غرينتش (03:15 مساءً بتوقيت مكة المكرمة)، ارتفعت أسعار الغاز الأوروبية في مؤشر "تي تي إف" الهولندي (مقياس أسعار الغاز في أوروبا)- لعقود يناير/كانون الثاني بنسبة 1.26%، إلى 48.415 يورو (50.96 دولارًا) لكل ميغاواط/ساعة.

*اليورو= 1.09 دولارًا أميركيًا.

كما صعدت أسعار الغاز الأوروبية تسليم فبراير/شباط بنسبة 1.217% إلى 48.39 يورو لكل ميغاواط/ساعة، في حين زادت أسعار عقود مارس/آذار بنسبة 1.24%، إلى 48.27 يورو لكل ميغاواط/ساعة.

وعادةً ما تستعمل شركات الغاز في أوروبا وحدات القياس "غيغاواط" و"تيراواط" في تعاملاتها الأوروبية (غيغاواط/ساعة = 3.2 مليون قدم مكعبة من الغاز)، و(تيراواط/ساعة = 3.2 مليار قدم مكعبة من الغاز).

وبدأت عمليات سحب الوقود من مخزونات أوروبا بوتيرة أسرع من المعتاد، الأمر الذي قد يؤدي إلى تعقيد جهود التخزين في العام المقبل.

ومع بقاء أقل من شهر واحد قبل انتهاء صلاحية اتفاقية نقل الغاز بين روسيا وأوكرانيا، فإن أوروبا تخاطر بفقدان جزء من إمداداتها في ذروة موسم التدفئة.

وتستعد شركة "غازبروم" الروسية لسيناريو وقف تدفّق الغاز عبر أوكرانيا مع انتهاء صفقة العبور الحالية في نهاية العام الجاري.

في الوقت الحالي، تستمر صادرات الغاز الروسية عبر أوكرانيا كالمعتاد، على الرغم من أن التدفقات يوم الإثنين قد تشهد انخفاضًا طفيفًا.

ورغم أن التدفقات عبر أوكرانيا تمثّل حاليًا أقل من 5% من إمدادات أوروبا، ما تزال بعض دول القارة الوسطى تعتمد على هذه التدفقات، كما أنها تستكشف بدائل لاستمرار تدفّق الإمدادات بدءًا من يناير/كانون الثاني، بما في ذلك صفقة مبادلة مع أذربيجان.

تخزين الغاز في أوروبا

أصبحت مرافق تخزين الغاز في أوروبا ممتلئة بنسبة 85% فقط، مقارنة بـ 95% في الوقت نفسه من العام الماضي، ورفع الاتحاد الأوروبي هدفه للمخزونات بحلول فبراير/شباط لضمان استعداده بشكل مناسب في عام 2025.

وقال المحللان في بلومبرج إنتليغنس باتريسيو ألفاريز وجواو مارتينز: "المخاطر التي تهدد أسعار الغاز في أوروبا تميل إلى الارتفاع، مع تآكل المخزونات بسبب بداية الشتاء البارد".

ويرى المحللان أن مخزونات أوروبا قد تنتهي هذا الموسم بنسبة 39% حتى في غياب الظروف الجوية المتطرفة، مما يعقّد حملة إعادة التعبئة في الصيف المقبل، ويزيد من حدة المنافسة مع آسيا على الوقود.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..