يعد فهم سلوك الشمس أمرا معقدا للغاية، لكن له تأثير كبير على حياتنا، فالشمس ليست فقط مصدر الضوء والحرارة للأرض، بل تؤثر أيضا على الطقس في الفضاء، وهذا يمكن أن يؤثر على الأقمار الصناعية ورواد الفضاء.

ولمعرفة كيف تتحرك المواد داخل الشمس وكيف تؤثر على هذا النشاط، تعمل وكالة ناسا على إجراء محاكاة باستخدام الحواسيب الفائقة.

وأعلنت الوكالة في بيان عن نجاحها في تطوير محاكاة ثلاثية الأبعاد مذهلة تظهر تفاصيل دقيقة حول كيفية تحرك المواد داخل الشمس، ما يساعد العلماء في فهم سلوك نجمنا بشكل أكبر وتأثيره على الأرض.

وهذه المحاكاة، التي أُجريت باستخدام الحاسوب العملاق "بلياديس" في مركز أبحاث "أميس" بكاليفورنيا، تعرض تدفقات المواد الشمسية وهي تصعد من الطبقات الداخلية باتجاه الغلاف الجوي للشمس، وتتحرك بشكل معقد ومبهر.

وتستخدم المحاكاة ألوانا متنوعة لتوضيح سرعة حركة هذه المواد، فعندما تتحرك بسرعة كبيرة تظهر باللون الأحمر، وعندما تبطئ تتحول إلى الأصفر، الأخضر، وأخيرا الأزرق، ويشبه هذا المشهد ما تراه عندما تشاهد بقع الزيت على سطح الماء، حيث تتحرك الألوان بطريقة مضطربة وجذابة.

وتقول إيرينا كيتيشفيلي، الباحثة الرائدة في الدراسة من ناسا: "هذه المحاكاة هي خطوة مهمة نحو فهمنا للشمس، فهي تساعدنا على اكتشاف الهياكل المعقدة مثل الموجات الصدمية أو الدوامات التي لا يتعدى حجمها بضعة أميال". وتوضح أن هذه البيانات تم جمعها بواسطة مرصد الديناميكيات الشمسية التابع لناسا.

وأضافت: "الشمس لا تزال تفاجئنا، ونتطلع إلى رؤية المزيد من الأحداث المثيرة التي ستنتجها".

الشمس شهدت في أبريل/نيسان الماضي انفجارا نادرا لأربع توهجات شمسية متتالية، مما يبرز مدى تعقيد نشاطها.